"في هذه الفترة الصعبة التي تتميز بالكثير من الاضطرابات في العديد من المناطق في العالم، تصبح الصلات بين البشر بطبيعة الحال أكثر هشاشة. وفي مقابل هذه الاضطرابات لا يوجد أي شيء في قدرة الثقافة على تدعيم الروابط الإنسانية، من المهم التوسع في التظاهرات الثقافية الاستثنائية، خصوصا في باريس لما له من أهمية خاصة نظرا لمكانة العاصمة الفرنسية على خريطة الإبداع". بعض عبارات عمدة باريس برتران دولانوي، أثناء إعلانه عن تحديد الفترة من الخامس وحتى الثامن من مايو المقبل كموعد للتظاهرة الثالثة من رسائل باريس الأدبية والتي تحمل هذا العام شعار "باريس في كافة الحروف الأبجدية". وتتميز تظاهرة هذا العام التي يتمحور برنامجها حول (معابر وتلاقي طرق ووجهات النظر والمخاوف تجاه بعض الاضطرابات الجارية في العالم) بالثراء من حيث الموضوعات الأدبية التي ستثار خلالها وكذلك بسبب البرنامج المكثف للقاءات والقراءات الأدبية والمناظرات. وحول مهرجان الأدب والكتابة للعام الحالي يقول مسؤول الثقافة ونائب رئيس بلدية باريس كريستوف جيرار، إن: باريس هي مدينة الكتابة بكل أشكالها، وهي مصدر الإلهام والإبداع للكتاب في جميع أنحاء العالم، لذا فهي مدينة المفكرين والكتاب والفلاسفة. وحتى إذا كان هذا المهرجان الأدبي لم يصل إلى حد الإبهار، إلا أنه الحدث الذي أخذ بعدا دوليا لافتا للنظر. أما المدير الفني للتظاهرة أوليفييه شودنسان، فيرى أن الهدف من المهرجان هو جعل الأدب شيئا قريبا إلى أذهان الجميع، ومن ثم ينشد دائما استقطاب جمهور شديد التنوع، وتحقيقا لهذا الهدف يحرص المهرجان على تقديم مزج ما بين الأدب والموسيقى، وبين الأدب والمسرح وذلك كله عبر المحاضرات والتدريبات والندوات والتلاقي بين المبدعين والجمهور. على الجانب الآخر يهدف المهرجان إلى تشجيع الكتاب الأجانب، وتظاهرة هذا العام على وجه التحديد تتشارك بشكل مباشر مع مكتبات بلا حدود مما سيتيح إرسال العديد من المؤلفات الابداعية إلى هايتي. يذكر أن مهرجان "باريس في الحروف" سوف يشارك فيه إلى جانب المبدعين الفرنسيين العديد من الكتاب والشعراء من كل من أفغانستان، إيطاليا، إسبانيا، المغرب، هايتي، وباكستان، وتركيا، أميركا، إنجلترا، تونس، الجزائر، لبنان وغيرها.