كرم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لدى رعايته انطلاقة المهرجان الوطني للتراث والثقافة في دورته السادسة والعشرين مساء أمس الشخصية السعودية الثقافية لهذا العام عضو هيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور عبدالوهاب أبوسليمان وذلك بتقليده وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى. وبعد إطلاقه فعاليات المهرجان، غادر خادم الحرمين الشريفين حفظه الله الجنادرية، منيباً وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني رئيس اللجنة العليا للمهرجان الوطني للتراث والثقافة الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز لرعاية الحفل الخطابي والفني الذي أقيم في القاعة المغلقة بالجنادرية. وألقى نائب رئيس الحرس الوطني المساعد نائب رئيس اللجنة العليا المنظمة للمهرجان عبدالمحسن بن عبدالعزيز التويجري خلال الحفل كلمة قال فيها "من هنا من أرض الرسالة ومهبط الوحي من وطن الإباء والعزة والكرامة من جنادرية الفكر والتراث، الجنادرية التي جاءت ترحب بكم وتبادلكم حبا بحب، أرحب بكم باسم إخوتي وأخواتي شعب المملكة العربية السعودية الأبي بوطنيته ووحدته وشموخ إيمانه وقامته وإرادته في وجه الفرقة ودعاتها، فكان هذا الشعب بعد الله جل جلاله صمام الأمان لوحدة هذا الوطن واستقراره إدراكا ووعيا منه بأن كل قطرة دم أريقت على تراب هذا الوطن الطاهر منذ انطلاقة مسيرة التوحيد والوحدة حين شخصت الأبصار وأنصتت الآذان التي ترقب حوافر الخيل وأخفاف الإبل، وقد اعتلى صهوة العزيمة والإرادة الصلبة ملك وموحد أدرك ما معنى الشتات والفرقة والفوضى فاستشرف الأمل والوحدة والاستقرار معتمدا على الله جل جلاله ثم على أهله و قومه شعب المملكة العربية السعودية في تحقيق حلم راود الجميع وتطلعت إليه النفوس، إنه حلم الوحدة التي خط أول سطورها الملك المؤسس عبدالعزيز طيب الله ثراه يحيط به أهله وقومه شعب هذا الوطن لتكون المملكة العربية السعودية يقينا بعد شك وأملا بعد يأس، وسوف تظل إن شاء الله كذلك وإن غيبت عقول زاحمها الجهل وزاحم إرادتها محاولات هشة فلا مكان للإرادة واليقين لمتصابي فكراً غيبه قصر نظره وضيق أفقه". وأضاف يقول "أيها الإخوة الحضور اسمحوا لي أن أقول لكل مواطن ومواطنة ما قاله ملكنا وعبر عنه في أروع صوره يوم قال حفظه الله "كم أنا فخور بكم" فالمفردات والمعاني تعجز عن وصفكم، أقول ذلك ليشهد التاريخ وتكتب الأقلام ولأنه بما جبل عليه شعب معطاء كريم مبادر دائم إلى الخير والحق والسلام مؤمن بربه أولا، واثق من قيادته وخطواته، شعب هذه طبيعته ورسالته لا ينتظر أي تكريم أو شهادة". وخلص التويجري إلى القول "سيدي خادم الحرمين الشريفين.. أيها الإخوة الكرام.. في كل عام تتجاوز الجنادرية مكانها إلى مكان أرحب وأفسح، هو لها وهي له مكان لم تغيره الأيام وتقول له قف حيث أنت بل تناديه في كل عام أن تقدم إلى مكانك الجديد الذي أكرمك فيه ذلك العام، فأنت من لا فسحة لك فيه إلا بأعلى القامات وأروع الأمكنة لتدلج فيها باقي فكرك وتراث أمتك". عقب ذلك دشن الأمير متعب جناح اليابان ضيف شرف المهرجان الوطني السادس والعشرين للتراث والثقافة. كما دشن سموه جناح دارة الملك عبدالعزيز ومبنى مكةالمكرمة ومبنى المنطقة الشرقية ومعرض الملك خالد وجناح المؤسسة العامة للتقاعد. إثر ذلك كرم سموه الداعمين ورعاة المهرجان. ثم ألقى نائب وزير الخارجية الياباني توكو ناقا هيساشي المبعوث الخاص لرئيس الوزراء الياباني كلمة قدم فيها الشكر العميق للمملكة العربية السعودية على إتاحة الفرصة لليابان بالمشاركة في هذا المهرجان كضيف شرف. وقال "إنني في غاية السرور لتشرفي بالمشاركة في افتتاح المهرجان الوطني للتراث والثقافة السادس والعشرين بالجنادرية كمبعوث رسمي لدولة رئيس وزراء اليابان بدعوة كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، مشيرا إلى أن المهرجان يستقطب الناس من منطقة الشرق الأوسط ومنطقة الخليج إضافة إلى المملكة العربية السعودية". وأضاف أن اليابان ستعرض في مشاركتها بالمهرجان تراثا وثقافة وتقنية يابانية منسجمة مع بعضها البعض، وهي قوة اليابان أي روح اليابان، مؤكداً أن التقاليد والثقافة لم توجد منذ أربعين عاماً فقط بل إنها راسخة ومحفورة في قلوب اليابانيين، ولذا فإن التقنية الحديثة المتطورة التي تفتخر بها اليابان ليست نتيجة تطور العلوم فقط بل نتيجة الجهود التي يبذلها اليابانيون الذين يهدفون إلى التطوير، داعيا زوار المهرجان للاطلاع على معالم القوة اليابانية. وأكد أن اليابان تواجه مصاعب لا مثيل لها في تاريخ اليابان من الكوارث حيث فقدت الكثير من الأرواح، مبيناً أن محطة هوكوشيما النووية غير مستقرة، وأن البلاد تبذل قصارى الجهود لاستقرار الأمور التي هي محك اختبار لقدرة وتضامن الشعب الياباني. ومضى قائلا "كلفني رئيس وزراء اليابان بالحضور إلى هنا كمبعوث رسمي للإبلاغ عن الجهود اليابانية التي تضمن إحياء اليابان مرة أخرى إضافة إلى المساعدات القيمة من المجتمع الدولي ومن المملكة العربية السعودية خاصة". وأضاف "إن اليابان حكومة وشعبا تتقدم بخالص الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده على التعازي والتشجيع والمساعدات والمساندة المقدمة لليابان". واستطرد يقول "حاليا في اليابان فصل الربيع الذي تزدهر فيه أشجار الكرز التي يحبها اليابانيون وتزدهر كل عام دون التوقف مهما كانت الظروف صعبة، إن هذه الزهور ترمز إلى جناح اليابان هنا في الجنادرية"، متمنيا النجاح للمهرجان. تلا ذلك الأوبريت الفني الذي أداه الفنانون محمد عبده، وعبدالمجيد عبدالله، ورابح صقر، وراشد الماجد، وعباس إبراهيم، وأخرجه فطيس بقنة بمشهد لطفل وطفلة يقطفان وروداً لتشكيل باقة ورد قدماها لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، تعبيراً عن فرحة الشعب السعودي بعودة خادم الملك من رحلة العلاج الأخيرة، ليأتي صوت الفنان محمد عبده وهو يشدو ب "الحمد لله عالسلامة.. يا ملك.. يا أغلى ملك.. وأطيب وأعدل ملك.. أقسمت لك إذا سلمت إنا جميعاً سالمين.. إذا غنمت إنا جميعاً غانمين"، وتضمن الأوبريت أيضاً اقتباساً بصوت خادم الحرمين الشريفين وهو يلقي كلمته للشعب السعودي قبل إعلان القرارات الملكية الأخيرة، واختتم الأوبريت بعبارة الملك "لا تنسوني من دعائكم".