تمكنت مدفعية القوات الموالية للعقيد معمر القذافي من صد هجوم للثوار في منطقة البريقة، شرق ليبيا، عشية تحرك دبلوماسي بهدف وقف إطلاق النار. وكان الوضع أمس متقلبا في المنطقة الواقعة بين حقل البريقة النفطي ومدينة أجدابيا التي تبعد عنها 80 كيلومترا إلى الشرق، حيث تتركز المعارك منذ أكثر من أسبوع. ومع اقتراب الثوار حتى عشرات الكيلومترات من البريقة، تعرضوا مجددا لنيران المدفعية والصواريخ التي أرغمتهم على التراجع. والحال على ما هو منذ أسبوع بين كر وفر على طول الطريق بين البريقة وأجدابيا. وأمس دوى انفجار قوي في أجدابيا أعقبته سحابة هائلة من الدخان، اعتقد شهود عيان أنها غارة جوية نفذتها طائرات حلف شمال الأطلسي، وهو ما نفاه الحلف. إلا أن وزارة الدفاع البريطانية أعلنت أمس أن طائرات تورنيدو بريطانية قصفت أول من أمس مدرعات للجيش الليبي قرب مصراته وفي أجدابيا وأصابت 7 مدرعات، اثنتين منها في أجدابيا وخمسا في مصراته. وكانت عشرات السيارات تهرب من أجدابيا نحو الشرق والشمال باتجاه بنغازي، معقل الثوار على بعد 160 كيلومترا إلى الشمال. وعلى الطريق، حلقت مروحية تحمل رسم علم الثوار، على ارتفاع منخفض بالاتجاه المعاكس نحو الجبهة. ويشكل تحليق هذه المروحية اختراقا لمنطقة الحظر الجوي التي فرضها الائتلاف الدولي منذ 19 مارس الماضي. ولم تعرف طبيعة المهمة الموكلة للمروحية أو مكان انطلاقها. وفي موازاة ذلك، تتضاعف التحركات الدبلوماسية للتخفيف من معاناة السكان وإيجاد مخرج للأزمة في ليبيا. فقد أعلنت وزارة خارجية جنوب أفريقيا أن مجموعة من القادة الأفارقة يقودها رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما سيزور اليوم ليبيا للقاء طرفي النزاع، موضحة أنها حصلت على موافقة الحلف على هذه الوساطة. كما يشهد هذا الأسبوع زخما دبلوماسيا للبحث عن حل الأزمة سياسيا، حيث يلتقي ممثل للثوار مع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الثلاثاء، عشية اجتماع مجموعة الاتصال الدولية في قطر. وعشية الزيارة الأفريقية، أعلن الثوار أمس رفضهم لأي وقف لإطلاق النار يبقي القذافي أو أبناءه في السلطة، حسبما أفاد المتحدث باسم الثوار في بنغازي مصطفى الغرياني. وقال "إذا كانوا يفكرون بفترة انتقالية بوجود القذافي أو أبنائه، عليهم أن يتوجهوا إلى مصراته، ويقولوا ذلك للنساء والأطفال الذين يتعرضون للاغتصاب". كما قال متحدث باسم الثوار في بنغازي إن 4 أشخاص بينهم طفلان قتلوا، وأصيب 6 آخرون بإطلاق قذائف وصواريخ في مصراتة، موضحا أن "قوات القذافي تواصل إطلاق النار العشوائي على منازل" في المدينة. وانتقد المتحدث قوات الحلف التي "لا تقوم بمهمتها في حماية المدنيين"، مؤكدا أن "المدنيين يقتلون في مصراتة". وأضاف "نريد أن تتولى فرنسا قيادة العمليات في مصراتة"، لكنه اعترف في الوقت نفسه بأن طائرات الحلف "دمرت بشكل كامل ثكنات وكتائب القذافي في محيط المدينة". أما بنغازي، فشهدت تظاهرة ل 400 شخص كانوا يهتفون "يسقط الحلف الأطلسي" الذي قصفت طائراته الخميس الماضي خطأ رتلا من الدبابات التابعة للثوار مما أسفر عن سقوط 4 قتلى، بينما فقد ستة أشخاص وجرح 14 آخرون. وفي طرابلس، عرض التلفزيون الليبي صورا للقذافي في مدرسة جيل الوحدة بمنطقة زناتة في طرابلس، قال إنه زارها أمس.