كشف الدكتور صالح علي الشرفاء رئيس الجمعية العربية لأمراض كُلى الأطفال ل"الوطن" أن الأطفال يمثلون ما بين 10 -15% من المصابين بالفشل الكلوي في السعودية, وأكثرهم يتم إجراء الغسيل الصفاقي أوالبريتوري لهم في المنزل، ويتمكن معه الطفل من مزاولة حياته بصورة طبيعية نسبيا. وأضاف أن المستشفيات توفر للأطفال المرضى أجهزة الغسيل بعد تمرين الأهل عليها، ودعم الأسرة ببرامج التوعية، وزيارات المتابعة المستمرة عن طريق الاتصال الهاتفي أو عبر الإنترنت. وأكد أن أسباب الفشل لدى الأطفال كثيرة منها أمراض وراثية تتداخل فيها الجينات بشكل كبير، ووجود أمراض المتلازمة الكلوية، أو المتلازمة الانحلالية الدموية قد تؤدي إلى الفشل الكلوي الدائم أو الفشل الكلوي الحاد. وأشار الدكتور الشرفاء إلى أن أمراض كلى الأطفال كثيرة وتنتج عن أمراض جينية أو وراثية أو عن انسدادات في الجهاز البولي أو عن متلازمات الكلوية أو متلازمات معينة، وكان أكثر الأطفال المصابين بأمراض الفشل الكلوي قديما في دول مجلس التعاون الخليجي يتوفون نتيجة لعدم قدرة الأطباء على دعم هذه الفئة العمرية لضعف التقنية الطبية، ولكن اليوم ومع تقدم الطب أصبح هؤلاء الأطفال يحظون بالرعاية الطبية اللازمة، وتعتبر السعودية من أفضل دول العالم في مجال علاج أمراض كلى الأطفال، كما أن نظام التبرع بالكلى في المملكة يسهم في زيادة عدد المرضى الزارعين للكلى ما بين 4 كلى يكون هناك واحدة تمنح لطفل. جاء ذلك أمس على هامش مشاركة الدكتور الشرفاء في المؤتمر الدولي لأمراض الكلى بالجبيل الصناعية الذي نظمته الهيئة الملكية بالجبيل على مدى يومين تحت شعار "التحديات والأمل" واختتمت فعالياته أمس. من جانبه قال الدكتور محمد حسن استشاري أمراض الكلى بمدينة خليفة الطبية بأبو ظبي بالإمارات وأحد المشاركين بالمؤتمر ل"الوطن" إن الدراسات الحديثة أثبتت وجود علاقة طردية بين السمنة ومرض الفشل الكلوي، فاحتمالات إصابة من يعانون من السمنة بالفشل الكلوي تصل إلى 7 أضعاف مقارنة بنظرائهم ممن يتمتعون بأوزان صحية أو طبيعية. كما أثبتت الإحصائيات أن نسبة السمنة وزيادة الوزن في السعودية تصل لنحو 49% لدى السيدات و38% من الرجال، في حين تبلغ في المنطقة الشرقية حوالي 43% للجنسين، ومقارنة بالدول النامية نجد أن نسبة السمنة في السعودية تقارب 3 أضعاف مثيلاتها في الدول المتقدمة مثل الدنمارك، كما أن معدلات أمراض السمنة، والأعراض المصاحبة مثل السكري، وارتفاع ضغط الدم وأمراض ارتفاع الدهون تصل النسبة لنحو 39% مقارنة بمتوسط دول الخليج العربية، مما يضاعف نسب الإصابة بالفشل الكلوي، الأمر الذي يستدعي تضافر الجهود للوقاية، والتوعية من هذا المرض.