أثار تصريح وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية المكلف الدكتور عبدالله الجاسر الذي نشرته "الوطن" والذي أعلن فيه عدم ممانعة الوزارة في تولي المرأة رئاسة الأندية الادبية حال انتخابها ردود أفعال بين عدد من المثقفين والمثقفات. وعلقت رئيسة اللجنة النسائية بأدبي أبها عائشة الشهري قائلة: أعتقد أن رؤية الجاسر تعيدنا إلى الوراء، وقد خطونا خطوات إلى الأمام، وينبغي أن يدرك الجميع أن زمن السيطرة الرجالية قد انتهى وهذا المفهوم القاصر والمحدود والتقليدي للثقافة قد ولى، مشيرة إلى معاناة اللجان النسائية الأدبية: منذ سنوات ونحن في اللجان النسائية لا نرى شيئاً مختلفاً ، فالمثقفة بخبرتها السابقة واطلاعها الإداري ستكون قادرة وقادرة بقوة على الإدارة وصنع القرار والابتكار وتنمية الإبداع ، وإذا تولت رئاسة الأندية سندرك أنها ذات رؤية مستقبلية ونشيطة جداً، وأنها أكثر التزاماً، وبرامجها فعالة ومهمة للمجتمع وذات فائدة. وتابعت الشهري : نطمح إلى أكثر من ذلك؛ كأن تمكن المثقفة من قيادة الوزارة نفسها، فما الذي يمنع المثقفة السعودية من أن تكون وكيل وزارة مثلاً؟ ومال رئيس أدبي القصيم الدكتور أحمد الطامي، الذي رأس لجنة من سبعة أعضاء كونها وزيرالثقافة والإعلام لجمع آراء الأندية الأدبية بشأن اللائحة الجديدة للأندية الأدبية حول التعديلات التي تمت على اللائحة، مال إلى أن اللجنة لم تخضع التعديلات الأخيرة للنوع (ذكراً أو أنثى) متسائلاً " لماذا يحجر واسعاً فالضمير في اللائحة مطلق ومنفتح على الرجال والنساء سواسية، ولا يوجد نص يشير إلى أن العضوية للنساء فقط أو الرجال، وليس في اللائحة ما يمنع من دخول النساء مجلس الإدارة، وليس هناك ما يشير بشكل مباشر أوغير مباشر إلى أن العضوية العمومية أو عضوية مجلس الإدارة خاصة بالمثقف دون المثقفة. وقارن الطامي الأمر بلائحة المجالس البلدية، موضحاً بقوله: صدر توضيح رسمي بأن النساء لن يسمح لهن بالمشاركة في الانتخابات البلدية لا كناخبات ولا كمرشحات، علماً بأن اللائحة في نصوصها الأصلية ليس فيها ما يفرق بين المرأة والرجل. ورأى رئيس أدبي الباحة حسن الزهراني أن الثقافة كفضاء رحب لا تعترف بفئة من البشر دون سواها، ولا بنوع من العادات، ولاحدود لها، وهي مشاعة للجميع ومتاحة؛ وبالتالي فمن حق الرجل أو المرأة أن يقوداها ويجب القبول بما ينتجه التصويت من ترشيح، مؤكداً أن المثقف الحقيقي لا يميز أحداً، وبالتالي لم لا تكون المثقفة رئيسة للنادي إذا فازت بالترشح، ويجب أن نكون أكثر وعياً وتطلعاً في إعطاء المثقفة دورها الذي تستحقه، وليس لدي اعتراض أن تكون المثقفة رئيسة للنادي وعضواً مشاركاً في جميع المؤسسات الاجتماعية والثقافة، وهي أكثر تطلعاً في معاملة جميع الفئات، وهذا ماطبع عليه ديننا الحنيف، وليس مايحدث الآن من تغييب لصوت المرأة ورأيها وتقليل من مكانتها، وكانت عاداتنا السالفة تقدر المرأة وتتيح لها الأدوار. ولا يختلف رأي نائب رئيس أدبي الأحساء الدكتور ظافر الشهري عن سابقيه فيقول: الإشكالية بين المرأة والرجل ليست موجودة في المجتمع، نحن خلقناها. فما الذي يمنع من أن تكون المثقفة رئيسة ناد مادامت انتخبت من الآخرين وتقوم بواجبها بغض النظر عن التركيبة؟. و يؤكد الشهري بأنه سيظل يعمل لو كان عضواً والمرأة رئيسة ناديه ، سواء عينت تلك المثقفة من الوزارة أو انتخبت من الناس. من جهتها تساءلت المشرفة على منتدى ولادة بنت المستكفي بأدبي الدمام الدكتورة أمل الطعيمي: هل هذا الأمر آت من القناعة بأن تلك المهام صعبة؟ وتابعت: من السهل أن نطلق التصريحات التي تخالف المعقول ولكن من الصعب تحقيقها؛ لأنها تخالف الحاجز الاجتماعي، وكلنا نعرف بأن المثقفة منتجة وفعالة وقادرة على التخطيط والتنظيم وليست خطة العمل هي المهمة الصعبة، ومن يجتهد فسينجح ومن يتقاعس ويدور في رحى التقليدية فلن يتميز رجلاً كان أو امرأة. ولا يتردد رئيس أدبي القصيم في قبول أن تكون الرئيسة مثقفة، ولا فرق عنده بين أن يكون الرئيس امرأة أو رجلاً، المهم انتخابه من قبل أعضاء مجلس الإدارة، وأن يحمل من الكفاءة الإدارية والقيادية مايؤهله أو يؤهلها لقيادة النادي، على حد قوله. أما رئيسة اللجنة النسائية بأدبي تبوك الدكتورة عائشة الحكمي فتقول : إذا رشحت رئيسة فسأقسم الأنشطة الثقافية بحسب الفئات العمرية حتى سن الثلاثين، وبعدها فهم أدرى باحتياجاتهم، وسأركز اهتمامي على الفئات الصغيرة واهتم بثقافة الطفل.وأكدت الحكمي حرصها على كسر الحساسية المتزايدة بين المثقفين والمثقفات الذين انشغلوا بمراقبة بعضهم، فلا بد من إخضاعهم لبرنامج تدريبي يقوم سلوكهم من هذه الناحية. رئيسة اللجنة النسائية بأدبي الجوف ملاك الخالدي هي أصغر رئيسة لجنة نسائية تقول: عندما أصبح رئيسة نادٍ أدبي أولاً سأجري امتحاناً فلا يمكن لمن لا يجيدون الكتابة العربية الصحيحة إدارة نادٍ، وسأقوم بتشكيل لجان شبابية، يقود كل لجنة منها المؤهل ثقافياً ولغوياً و لديه روح التشجيع والمبادرة.