اتسع نطاق الاحتجاجات في سورية أمس وأوقعت مزيدا من القتلى في محافظة درعا وضواحي دمشق، فيما أكد وزير الإعلام السوري محسن بلال أن الوضع "هادئ تماما" في جميع أرجاء سورية. وقال "السلام التام يسود المدن السورية، وقد تم اعتقال الإرهابيين". وأضاف أن الأحداث التي وقعت في مدينة درعا جنوب سورية كان وراءها "إرهابيون وقريبا سنكشف عن هويتهم للعالم بأكمله". وغداة إعلان السلطات السورية عن سلسلة إجراءات إصلاحية، تحدث شهود عيان عن مقتل 17 متظاهرا بإطلاق النار عليهم من قبل قوات الأمن بينما كانوا متوجهين إلى درعا، قادمين من القرى المجاورة لها. كما أفاد شهود آخرون عن مقتل ثلاثة أشخاص في المعضمية إحدى ضواحي العاصمة دمشق بعدما واجه حشد موكب سيارات لمؤيدي الرئيس السوري بشار الأسد. وتظاهر نحو 10 آلاف شخص في ساحة درعا عقب صلاة الجنازة التي أقاموها في جامع العمري على قتيلين سقطا في الصدامات التي شهدتها المدينة. وفي منطقة داعل شمال درعا خرج نحو 300 متظاهر تتقدمهم عشرات الدراجات النارية إلى الشارع وهم يهتفون بينما كان أطفال يلوحون بالكوفيات. وتجمع العشرات تجمعوا في قرية الشيخ مسكين وركبوا السيارات وانطلقوا باتجاه درعا. كما خرج متظاهرون في محافظات حلب وحمص والسويداء. وفي المقابل تجمع مئات الأشخاص في وسط العاصمة دمشق تعبيرا عن تأييدهم للرئيس الأسد. كذلك خرجت تظاهرات مؤيدة للنظام في محافظات دمشق والقنيطرة ودير الزور واللاذقية والحسكة وحلب. ودعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في بروكسل أمس سورية إلى وقف العنف حيال المتظاهرين مؤكدا أن رد فعل الأسرة الدولية "سيكون هو نفسه في كل مرة". وقال إن "كل زعيم يجب أن يفهم أن رد فعل الأسرة الدولية سيكون هو نفسه في كل مرة". كما قال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني إن الولاياتالمتحدة دعت الحكومة السورية لوقف العنف ضد المتظاهرين والاعتقالات لنشطاء حقوق الإنسان. وأضاف للصحفيين "ندين محاولات قمع وترويع المتظاهرين". إلى ذلك شن عضوان جمهوريان في الكونجرس الأميركي هجوما عنيفا ضد الرئيس باراك أوباما بدعوى "تلكؤه في دعم الثورة الشعبية في سورية". وقال العضوان مارك كيرك وجون كايل اللذان ينتميان إلى الجناح اليميني من الحزب إن ما تفعله إدارة الرئيس أوباما بشأن سورية هو "أمر مخجل" حسب قولهما، وإن موقف الرئيس في الحالتين المصرية والتونسية كان مختلفا إذ طالب برحيل رئيسي البلدين على وجه السرعة بعد أيام قليلة من بدء المظاهرات ضدهما.. ووجه العضوان في مؤتمر صحفي مشترك نقدا إلى وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون التي اتهماها بأنها تطبق معيارين مزدوجين إزاء أحداث الشرق الأوسط. وقال كايل "لقد رفضنا إقرار تعيين السفير روبرت فورد سفيرا لنا في دمشق. وأضاف "على السفير فورد أن يتصل بالمسؤولين السوريين لإبلاغهم بتحذير واضح من استخدام العنف وبرسالة فحواها أن أحدا لا يريد سقوط تلك الحكومة ولكننا نريد أن نرى تغييرا حقيقيا في سياساتها وتوجهاتها. فضلا عن ذلك فإن علينا أن نطلب إجراء تحقيق دولي في أحداث درعا وأن نسعى إلى اشراك الأممالمتحدة في مثل هذا التحقيق".