ذكرت إحدى المذيعات المستقيلات من قناة الجزيرة الفضائية أن السبب الرئيسي في تقديم استقالتها مع 4 مذيعات من زميلاتها هو أن "سياسة القناة لا تحترم القواعد المهنية، وأن موضوع اللبس أو الأزياء التي يرتدينها أثناء تقديم البرامج ليس السبب الوحيد بل إن هناك تراكمات لأكثر من ست سنوات، فالموظف أو الموظفة لا يعامل حسب مؤهلاته وخبراته ولكن حسب مزاجية بعض المسؤولين في القناة". وتقدمت كل من اللبنانيات جمانة نمور ولينا زهرالدين وجلنار موسى والتونسية نوفر عفلي والسورية لونا الشبل باستقالاتهن لإدارة القناة قبل أيام. ولم يبت في الاستقالات حتى الآن حسب مصدر من داخل القناة. وأكدت المذيعة التي فضلت عدم نشر اسمها، أن المستقيلات لن يتراجعن عن قرار الاستقالة، مبررة ذلك بأن الأجواء الموجودة داخل القناة لن تسمح لهن بالعودة للعمل فيها. وأشارت إلى أن بعض المسؤولين في القناة "يوجهون لنا ملاحظات خارجة عن حدود اللياقة وخارج الإطار المهني والأخلاقي، نحن مذيعات الجزيرة محتشمات ويطلب منا أن يزيد احتشامنا، وهذا يمس بكرامتنا". ورفض رئيس تحرير الأخبار في القناة أحمد الشيخ التعليق على الاستقالات. من جهته، قال مصدر مقرب من إدارة القناة إن رئيس التحرير أصدر قرارا منذ فترة في مسألة اللباس والماكياج والتسريحة، وقبل إصدار القرار تم الاطلاع على المعايير المتبعة في مؤسسات إعلامية كبرى مثل هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) و"سي إن إن" الأمريكية. ووفقا للقرار، "لم يطلب من المذيعات أن يتحجبن كما لم يطلب منهن تحديد الماكياج، وتم طلب بعض المسائل الفنية المتعلقة بإظهار هوية المذيعة على الشاشة والفكرة الأساسية هي الموازنة بين المضمون كقناة اخبارية وبين الشكل"، على حد تعبير المصدر. من جهته، أوضح مصدر آخر ل"الوطن" أن المذيعات اعتبرن أن القناة لم تنصفهن من بعض المسؤولين الذين كانوا يوجهون ملاحظات للمذيعات حول طريقة لبسهن. كما نفى المصدر أيضا ما أشيع حول وجود مخطط لإعادة هيكلة غرفة نشرة الأخبار في القناة. وأضاف المصدر "المذيعات تضامن مع بعضهن لتقديم الاستقالة في وقت واحد بعد أن تقدمن بشكوى ضد رئيس التحرير أحمد الشيخ ونائبه أيمن جاب الله اللذين كانا يوجهان ملاحظات للمذيعات حول طريقة ارتدائهن للملابس ومظهرهن العام أثناء تقديم نشرات الأخبار. وأوضح المصدر أن القوانين التي تعمل بها القناة في مسألة اللبس والظهور على الشاشة، لم تبلغ بها المذيعات بالشكل المناسب. وأضاف "أعتقد أن طريقة إبلاغ المذيعات بالملاحظات حول طريقة لبسهن أو ظهورهن كانت غير مناسبة، هناك فرق بين أن توجه الملاحظات للشخص على انفراد وبين أن توجهها له أمام العاملين في مكان العمل". وكانت المذيعات قد تقدمن بشكوى احتجاجية ضد مسؤولين في القناة بسبب طريقتهم في سرد ملاحظاتهم حول اللبس والمظهر العام. وقد تم تشكيل لجنة للتحقيق في الموضوع قبل 4 أشهر، إلا أن لجنة التحقيق توصلت الى تبرئة المسؤولين واعتبار "الشكل والمظهر العام للمذيعين والمذيعات ومقدمي البرامج على الشاشة من حق الشبكة القانوني" وأن من حقها وضع شروط وضوابط مقننة للشكل بما يتناسب مع روح القناة ومبادئها والصورة التي تود نشرها.