حذر رئيس مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية الأمير تركي الفيصل من انكشاف استراتيجي تتعرض له دول الخليج العربية، مشددا على ضرورة عدم السماح ب "فرض خيارات الآخرين علينا بحجة ضعف قدراتنا العسكرية". ودعا الأمير تركي، الذي كان يتحدث أمس في افتتاح المؤتمر السنوي السادس عشر لمركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في أبوظبي، إلى تحول مجلس التعاون إلى "اتحاد على غرار الاتحاد الأوروبي"، و"بناء جيش خليجي متحد"، متسائلاً "ما الذي يمنع أن نتزود بالسلاح النووي، إذا فشلت جهودنا في إقناع إيران بالتخلي عن برنامجها النووي العسكري، وفي تبني مبادرة إخلاء منطقة الشرق الأوسط بما فيها إسرائيل من أسلحة الدمار الشامل؟". ووصف الأمير تركي، في الجلسة التي عقدت تحت عنوان "التطورات الاستراتيجية العالمية: رؤية استشرافية"، ما يحدث في العالم العربي راهناً بأنه "زلزال سياسي"، ملقياً باللوم على "التباطؤ في صوغ رؤى استشرافية مستقبلية في مواكبة التطورات العالمية". وحذر من أن "الظروف التي سمحت لنا بالاستقرار والنمو لفترة طويلة قد لا تدوم إلى الأبد"، داعيا إلى "بذل جهود مضاعفة لتجاوز انكشافنا الاستراتيجي". وقال الأمير تركي إن هناك ضرورة لمراجعة فكرة السيادة الوطنية في المحيط الخليجي "لكيلا تصبح عائقاً أمام محاولات إنجاز الوحدة الخليجية"، مشدداً في الوقت ذاته على ضرورة تعزيز فكرة المواطنة الخليجية. ودعا إلى ضرورة إنجاز "الوحدة النقدية الخليجية"، وإنهاء مشكلة "البنك المركزي الخليجي"، وعدم السماح للمنغصات الثانوية بعرقلة مشروعات الوحدة والتكامل بين دول مجلس التعاون. وكان وزير الخارجية في دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان افتتح فعاليات المؤتمر، الذي يستمر لمدة ثلاثة أيام، مشيراً إلى تواكبه مع "تطورات مهمة سيكون لها أكبر الأثر في مستقبل المجتمعات الخليجية والعربية". وأكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبد الرحمن العطية، في كلمته أمام المؤتمر، على ضرورة أن يتبنى أبناء البحرين "الحوار الوطني" منهجاً وحيداً كفيلاً بحل المشكلات التي تشهدها البلاد، داعياً في الوقت ذاته إلى تعزيز المشروع الإصلاحي الذي تبنته القيادة البحرينية، معتبراً أن "الحوار صمام الأمان الوحيد، بعيداً عن الصراعات المذهبية، وللحؤول دون التدخلات الأجنبية". وتساءل العطية، في كلمته، عما إذا كانت دول الخليج العربية "معنية مباشرة برياح التغيير العاصفة التي تهب في المنطقة العربية"، كما تساءل عما إذا كانت الدول الخليجية "اتخذت خطوات لتفادي المد التغييري الجارف الذي يجتاح المنطقة".