في الوقت الذي تمكنت فيه مدينة جدة من الوقوف بوجه أمطار استمرت قرابة ال 7 ساعات متواصلة على مناطق متفرقة، وسط تواجد ميداني مكثف من قوات الدفاع المدني والجيش والحرس الوطني وحرس الحدود والمرور والأمانة والشرطة ووزارة النقل وجميع الجهات المعنية بمواجهة السيول، توقع رئيس قسم الأرصاد مدير مركز التغير المناخي بجامعة الملك عبد العزيز الدكتور منصور المزروعي، أن تواجه المملكة عدة تقلبات مناخية خلال أسبوعين وبداية الشهر المقبل. وأوضح المزروعي ل"الوطن"، أن مرصد الجامعة سجل هطول 26 مليمترا من الأمطار التي استمرت قرابة 7 ساعات بدأت من العاشرة مساء أول من أمس، مشيرا إلى أن جدة تمكنت من التعامل مع الأمطار التي هطلت مقارنة مع الكارثة التي حصلت وسجلها المرصد سابقا بهطول 111 مليمترا خلال 3 ساعات، مشيرا إلى أن مصارف الصرف الصحي والجهود التي بذلت تمكنت من السيطرة على الوضع سريعا وعدم حدوث أية أضرار كبيرة. وأكد، أن حالة عدم الاستقرار التي مرت بها المملكة خلال اليومين الماضيين ليس لها علاقة بالزلازل والبراكين التي حدثت في اليابان، غير أن المملكة، شهدت خلال العقود الماضية تغيرات مناخية متسارعة تمثلت في ارتفاع درجة الحرارة التي وصلت إلى مستويات قياسية في بعض مناطق المملكة، حيث سجلت جدة في يونيو 2010 الماضي 52 درجة مئوية، كما أن شتاء 2010 الماضي كان الأدفأ تاريخيا بالنسبة للمملكة. وأشار إلى أنه بالنسبة للأمطار فمع تعرض بعض مناطق المملكة لأمطار قياسية وفي سنوات متتالية مثل ما حصل في جدة ووصول كميات الأمطار إلى أكثر من 100 مليمتر، فإن بعض مناطق المملكة ما زالت تعاني من الجفاف وخاصة المناطق الشمالية منها، إضافة إلى ذلك تأثير التغيرات المناخية وتقلبات الجو المرتبط بالتأثير العالمي، حيث إن التقلبات المناخية خلال هذا العام والتي من المتوقع أن تستمر حتى نهاية هذا الشهر وبداية الشهر المقبل، هي مرتبطة بظاهرة ما يعرف بالانينية العالمية، التي هي عبارة عن انخفاض درجة حرارة المحيط الهادي عن المتوسط. إلى ذلك ، أكد مدير الدفاع المدني بمنطقة مكةالمكرمة اللواء عادل زمزمي، أنه لا يوجد حاليا ما يعلق الدراسة غدا، مشيرا إلى أن أمطار الأمس لم تتسبب بأية حوادث احتجاز أو حوادث أخرى، مضيفا أن الدفاع المدني ابتداء من أول من أمس استنفر جهوده حيث تم دعم الموقف بمشاركة 300 آلية، إضافة إلى مساندة من الجيش والحرس الوطني وحرس الحدود والزوارق المطاطية والمرور وأمانة جدة، والشرطة ووزارة المواصلات، حيث تم توزيع الآليات والقوات البشرية على مواقع الخطورة فيما لم تسجل أية تلفيات كبيرة تذكر. وأفاد أن الأمطار شملت أنحاء منطقة مكةالمكرمة ماعدا المحافظات الشرقية منها، إلا أن التنبيه الذي أطلقته الأرصاد مازال مستمرا بهطول أمطار على المنطقة وستبقى الاستعدادات متأهبة حتى انتهاء فترة التنبيه من الأرصاد. وفى سياق متصل، أوضح مدير مرور جدة العميد محمد القحطاني ل"الوطن"، أن أمطار أول من أمس تسببت بقطع التيار عن إشارتين مروريتين وتمت إعادة التيار إليهما صباح الأمس، كما تم خلال فترة الأمطار منع السيارات من العبور في عبارتين مخصصتين للمياه تعبرها السيارات في طريق الحرمين مقابل حي السامر مؤكدا أن الأمطار لم تستدع إغلاق أي طرق أخرى ، وتشكلت بسببها تجمعات للمياه في عدة مواقع تعاملت معها الجهات العاملة في الميدان مباشرة. وأشار إلى أن المرور تواجد من خلال 215 دورية وكان الازدحام أمس في الكورنيش وطريق الشاليهات حيث خرج الناس للتنزه، فيما هناك 120 دورية متأهبة للتدخل السريع في وقت الضرورة ، مشيرا إلى أن الخطة المفعلة للتعامل مع الأمطار تعتمد 16 موقعا مرصودة مسبقا وهي التي يرتفع بها منسوب المياه في الأنفاق وطريق الحرمين ومواقع بشرق وجنوب المحافظة وحي أم الخير.