كلية التربية للمعلمات بمحائل عسير لم يُشهد لها إلا بالفشل منذ إنشائها إلى يومي هذا، فمع بداية الدراسة لهذا الفصل تقرر فصل طالبات الأقسام العلمية عن الأدبية وإنشاء كلية جديدة تحت مسمى الكلية العلمية للبنات، وفي أول أسبوع لنا في الدوام طلبت منا الإدارة التغيب لمدة أسبوعين إلى أن يتم تجهيز الكليتين القديمة والجديدة وبالفعل تغيبنا لمدة أسبوعين، وبعدها حضرنا للدراسة نحن طالبات الأقسام العلمية للكلية الجديدة واستمر البحث عنها وسؤال الناس إلى أن وصلنا إلى استراحة بجانبها مسجد ليس عليها أي لوحة تدل على أنها كلية، وكانت الطريق مزدحمة وضيقة وخطرة على السائقين والطالبات عابرات الطريق، وعندما دخلنا إلى الكلية وجدنا صعوبات وكأننا سائرون إلى بلد آخر، حيث منعنا من الدخول لأننا نحمل جوالات مزودة بالبلوتوث، وطالبات الأمن رفضن استلامها ووضعها في صندوق الأمانات قائلات بهذه العبارة (من تحمل معها جوالا فيه كاميرا أو بلوتوث عليها وضعه عند العميدة والعميدة تقوم بتكسيره، أو تعيده إلى ولي أمرها في الخارج ) ماذا عنا نحن الطالبات اللاتي حضرن مع الباصات العامة أين نضع جوالاتنا بعد صدور هذا القرار ؟ ولكننا لجأنا إلى الحيل إلى أن تمكنا من الدخول فوجدنا أمامنا ساحة واسعة خضراء، لكن فرحتنا بالكلية الجديدة لم تكتمل عندما تجولنا داخل أروقة المبنى فقاعات الدراسة ضيقة بالكاد تكفي 40 طالبة ونحن في كل قسم 80 طالبة، كما أنها لم تكن مجهزة بنظام اتصال الشبكات ولم نر سوى تلفزيونين موضوعين على طاولات بجانب الباب، والمعامل أسماء فقط ليس بها معدات، وهناك معمل أحياء مع أنه لا يوجد قسم أحياء، ولكن ما فاجأنا حقاً وذهب بالألباب وجود جسر طويل مزين بالورد ما يدل على أن هذه الكلية كانت استراحة أفراح.