سقطت مديريَّة "برغ متال" النائيَّة في ولاية نورستان شرق أفغانستان والمحاذية للحدود مع باكستان في أيدي طالبان صباح أمس بعد معارك ضارية استمرت بضعة أيام، حسبما أكدت الحركة ومصادر أمنيَّة أفغانيَّة رسميَّة، فيما تقول المصادر إن القوات الأفغانيَّة تراجعت تكتيكياً من مقر المديريَّة وستسيطر عليها مرة أخرى. وأعلن الناطق باسم طالبان ذبيح الله مجاهد أن مئات من مقاتلي الحركة هاجموا الليلة قبل الماضية المديريَّة واستولوا عليها بالقوة خلال معارك مع القوات الأفغانية. وإدعى مجاهد أن مقاتلي الحركة قتلوا 28 شرطياً أفغانيا في المواجهات وأسروا 8 آخرين إلى جانب استيلائهم على كميَّة كبيرة من الأسلحة والمعدات العسكريَّة المختلفة. كما أقر مجاهد بمقتل عنصر من طالبان وإصابة 5 آخرين، حالة اثنين منهم خطرة. من جانبه أكد قائد شرطة إقليم نورستان، الجنرال قسم بيمان، أنهم فقدوا الاتصال بالشرطة صباح أمس وأن القوات الأفغانية تراجعت تكتيكياً من مقر المديريَّة وتجمعوا في منطقة "شندول" القريبة في جبهة دفاعيَّة وسوف تهاجم القوات المديريَّة لإعادة السيطرة عليها من جديد. من جهته اتهم مسؤول أمني رفيع في الشرطة الأفغانية بالإقليم – لم يذكر اسمه - وزارة الداخليَّة الأفغانيَّة بتقاعسها عن إرسال تعزيزات ومعدات عسكريَّة للدفاع عن سقوط المديريَّة بيد المقاتلين. وفي باكستان قتل 20 شخصا وأصيب 40 آخرون في هجوم شنه مسلحون على مسجدين للأقلية القاديانية (الأحمدية) في (كرهي شاهو) و( مادل تاون) بلاهور عاصمة إقليم البنجاب. وكان في المسجدين حوالي 1500 من المصلين عند اقتحامهما. واعتقلت الشرطة الباكستانية اثنين من المسلحين. وأعلنت طالبان باكستان مسؤوليتها عن الهجوم حسب بيان أذاعه تلفزيون "جيو" المحلي دون أن يذكر الدوافع من وراء العملية. وكانت بعض القنوات الفضائية الخاصة اتهمت عضو المخابرات العسكرية السابق خالد خواجة الذي كان مقربا من طالبان بأنه من الطائفة القاديانية وكان يعمل لصالح المخابرات المركزية الأمريكية. واختطفته طالبان في 17 مارس الماضي ثم اغتالته في 30 من أبريل الماضي وألقت جثته في (ميران شاه) عاصمة وزيرستان الشمالية. وانطلاقا من تلك الخلفية وجهت طالبان أنظارها نحو الطائفة القاديانية للانتقام منها. ويوجد حوالي 4 ملايين قادياني في باكستان، لا يؤمنون بختم النبوة ويعتقدون أن رئيس الطائفة مرزا غلام أحمد (1835- 1908) نبي ظل. وفي السبعينات أثيرت قضية القاديانيين في البرلمان الباكستاني حيث اعتبروا "أقلية خارج نطاق الإسلام". وفي الثمانينات حظر الرئيس الراحل الجنرال ضياء الحق كافة نشاطات القاديانيين. وأجبر رئيسهم مرزا طاهر أحمد على الهرب ونقل مركز الحركة من (ربوة) في البنجاب إلى لندن. وتوفي هناك عام 2003 وخلفه مرزا مسرور أحمد. وأدان مرزا الهجوم على مسجدي الطائفة وطالب الحكومة باتخاذ عقوبات صارمة ضد مخططيه.