واصل الثوار الليبيون التقدم غربا ووصلوا أمس إلى بلدة بن جواد التي تبعد 30 كلم عن راس لانوف، و90 كلم شرق سرت. وقال الضابط الذي انضم إلى الثوار لدى بدء الانتفاضة في ليبيا في 15 فبراير الماضي "لقد صددناهم وتراجعوا وراء خط بلدة بن جواد واليوم سنقصفهم حتى يعودوا إلى سرت". وأكد الثوار الذين يتقدمون غربا منذ أيام، سيطرتهم على ميناء راس لانوف النفطي على بعد حوالى مائة كلم شرق سرت بعد معارك عنيفة مع القوات الحكومية. ونفت طرابلس ذلك وأكدت أن الوضع "طبيعي"، لكن شاهد عيان تمركز ثوار خارج الثكنات ومركز الشرطة في المدينة. وفي الزاوية (50 كلم جنوب غربي طرابلس) قتل ما لا يقل عن 70 شخصا من المسلحين والمتمردين والمدنيين باشتباكات شهدتها المدينة الجمعة وأمس. وقالت مصادر إن المدينة تحولت إلى ساحة معارك ضارية مع القوات الموالية للعقيد معمر القذافي. وكشف مدير مركز معلومات المعارضة في بنغازي محمد سالم موسى، عن إصابة 300 شخص آخرين في المدينة جراء الاشتباكات. كما أوضح المتحدث باسم الثوار يوسف شاقان أن قوات القذافي "دخلت الزاوية صباحا بقوات كثيرة ومئات من الجنود بدبابات. وصد أنصارنا الهجوم. انتصرنا الآن ويتجمع المدنيون في الميدان". وأضاف أن قوات القذافي كانت تطلق قذائف شديدة الانفجار في وسط المدينة، فيما شنت قوات أخرى هجوما على المدنيين، واقتحام المنازل واعتقال من فيها، ما جعل كثير من الأهالي يهربون إلى القرى القريبة، فيما أعلنت المساجد الجهاد ضد هذه القوات على حد تعبيره. وأعتبر أحد الشهود الاشتباكات التي شهجتها المدينة لم يكن لها له مثيل من قبل، مشيرا إلى أنه يعتبر الأمر بمثابة إبادة جماعية كاملة. ونقلت القنوات الفضائية عن شهود عيان قولهم إن عددا كبيرا من قوات القذافي استسلم. وأضافوا أنهم شاهدوا جثث سبع قتلى فضلا عن أسر 4 آخرين من قوات القذافي التي أصابها الرعب وشعور تام بالفشل فتخلت عن أسلحتها، فيما توافد الشبان على ميدان الشهداء للاحتفال. في غضون ذلك، ارتفع عدد قتلي الانفجارين في مستودع للأسلحة قرب بنغازي مساء أول من أمس إلى 34 شخصا، حسب ما أفاد الطبيب بمستشفى الجلاء في بنغازي حسام الميجري أمس. وكان الطبيب عماد تلحمه جراح الأعصاب في المركز الطبي في بنغازي صرح في وقت سابق "لدينا 8 قتلى بانفجار قاعدة الرجمة العسكرية وكذلك أكثر من 20 جريحا". وأشار مصدران طبيان في المستشفيين الرئيسيين الآخرين في المدينة في وقت سابق إلى سقوط 19 قتيلا وعشرات الجرحى في الانفجارين. وقال مصطفى غرياني المتحدث باسم المجلس الوطني المستقل الذي شكله المعارضون لنظام القذافي في المناطق التي يسيطرون عليها في شرق البلاد، أمس "لا نعلم حتى الآن بشكل مؤكد إن كان ذلك ناجما عن تخريب، أو حادث أو ضربة جوية، لكن أحدا لم يشاهد أي طائرة". وأضاف "نقدر بحوالى 40 عدد الأشخاص الذين كانوا موجودين في الداخل". وفي السياق، عقد المجلس الوطني الذي شكلته قوى المعارضة في مدينة بنغازي أول اجتماع له أمس. وأفادت مصادر أن المجلس عقد اجتماعه سرا بسبب مخاوف أمنية، مبينة أن المجلس سيناقش مسألة وضع حد للضربات الجوية التي تنفذها قوات القذافي ضمن موضوعات أخرى. ويهدف المجلس إلى إضفاء صبغة سياسية على الانتفاضة التي خرجت ضد القذافي. وتشكل المجلس على يد وزير العدل الليبي السابق مصطفى عبد الجليل الذي انشق عن نظام القذافي لينضم إلى الثوار. ويضم 31 عضوا من عدد من المدن "المحررة". من جهة أخرى، أكد نظام القذافي أول من أمس أنه "فوجىء" بالقرار الذي اتخذه مجلس الأمن الدولي السبت الماضي، داعيا إلى تعليق تعليق العقوبات التي أقرت ضد الزعيم الليبي بسبب القمع الذي يمارسه ضد المعارضة الليبية. وتشكل الرسالة المؤرخة في 2 مارس الجاري، والتي أرسلها الى مجلس الأمن أمين اللجنة الشعبية الليبية للعلاقات الخارجية، أول رد فعل يصدر عن النظام الليبي على العقوبات التي فرضتها الأممالمتحدة. وقال وزير الخارجية الليبي موسى كوسا في رسالة وجهها إلى مجلس الأمن إنه لم يتم اللجوء إلى القوة "إلا بالحدود الدنيا" ضد المتظاهرين، مؤكدا أن الحكومة "فوجئت" بالعقوبات التي أقرها المجلس. وطالب بتعليق قرار منع السفر وتجميد الأصول الصادر بحق القذافي والمقربين منه "إلى أن يتم جلاء الحقيقة". كما طلب من مجلس الأمن "التصدي للدول التي تهدد باللجوء إلى القوة ضد" النظام الليبي. وفي السياق، أكد رئيس جمهورية غينيا الاستوائية الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي تيودور أوبيانج نجويما أن قرار مجلس الأمن بشأن ليبيا، كان قرارا مبنيا على معلومات إعلامية غير موثوقة. وأضاف "رأي إفريقيا موحد في تأكيد التضامن مع الشعب الليبي وقائده، ولن تسمح بأي تدخل خارجي في شؤون ليبيا الداخلية". وقالت وكالة الإنباء الليبية أمس أن الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي أطلع القذافي خلال اتصال هاتفي جرى بينهما على الإجراءات التي اتخذها الاتحاد بشأن تشكيل لجنة تقصي حقائق وزارية إفريقية للوقوف عن كثب على الأحداث التي تشهدها ليبيا.