من كانت لديه معاملة بالإدارة العامة للمرور يلاحظ أن الألم مرافق وشقيق لها فيلازمها ولا يفارقها منذ دخول صاحبها لمباني هذه الإدارات، وليس بالسهل كما يعتقده البعض الوصول إلى حل يكون طابعه المتعة والرضا إلا عبر ولادة متعسرة وذات طابع قيصري يتم من خلاله استئصال الجمل بما حمل، وسيان مابين حادث بسيط وآخر شنيع فوضعهما لا يختلفان لأن نفس الإجراءات تتم بالطريقة ذاتها إخلاء للمسؤولية من قبل ضباط وأفراد هذه الإدارات، فيقفون بصف المواطن الذي يمتلك سيارة بنظام التأجير المنتهي بالتمليك نكاية بشركتها ووكالتها الأم وانتقاما من شركة التأمين الوهمية وتحميل كامل المسؤولية لصاحبها إقناعا له بضمان إصلاحها أو إبدالها بسيارة جديدة وهذا شيء من سابع المستحيلات وثامنا لعجائب الدنيا السبع فيخسر صاحب الحق حقه وتختفي أقساطه التي ذهبت لصالح مواطن آخر طابعها التضحية وشيم العرب، ويبقى صاحب الحق الضائع يتردد مرارا وتكرارا على هذه الإدارة لوضع حد نهائي لمعاملته وأغلب الأحيان يكون رجل المرور الذي توجد لديه تلك المعاملة قد خرج من مكتبه لمباشرة حادث أو أخذ أقوال مصاب بالمستشفى أو حتى لإيصال زوجته وأبنائه للسوق أو ليس لديه استلام لمدة ثلاثة أيام، والمراجع ينتظر حلا نهائيا لمعاناته.