قال الباحث السعودي مهنا الحبيل إن الأحساء ليست أرض نخل أو بترول فقط، بل هي أنموذج للتعايش بين الطائفتين "السنة والشيعة" على مدى قرون خلت وإلى الآن، تتجاور منازلهم في القرى والمدن، وعلى سمر السواعد للأجداد عاشت النخلة واستخرج البترول، مؤكداً أن أهل الأحساء، اعتادوا الحضور المتنوع في طبقاته وانتمائه المذهبي في مناسباتهم العامة والخاصة. وأكد الحبيل في محاضرته مساء أول من أمس بنادي الأحساء الأدبي، وأدارها عبدالله المصطفى أن الطائفتين في الأحساء كانتا منذ القدم على تماسكٍ شديدٍ من عدم التفريط في الأخوة، داعياً إلى الخروج من ركام الماضي وتعزيز الثقة ونفض ثوب الهزيمة، وهذا من السهل إيجاده بينهم، لأن هناك مشتركات عامة وخاصة يمكن الاتفاق عليها وأهمها الوطن الذي نعيش على ترابه، مطالباً في الوقت نفسه بالمصارحة ونشر ثقافة التلاحم، خصوصاً مع وجود التراث المعرفي للأحسائيين، منبهاً إلى أن الضرب على الوتر الطائفي لا يولد إلا البغضاء والشحناء والكثير من التفرقة والتناحر، مؤكداً أن ما تتبناه الدولة هو ما دعا إليه في أول محاضرته، رافضًا ما يوصف به أهالي الأحساء بالإقليمية. واستعرض الحبيل دور الحضارات الأربع التي تعاقبت على "بلاد هجر" وأنها كانت حتى قبل النفط مطمعا للمستعمر، بحكم خيراتها، مروراً بدورها الهام في العهد السعودي إلى الآن، فهي التي ما زالت تعطي التمر والبترول معاً. ووجه حديثه خاصة للشباب من الجنسين، لكي يخرجوا إلى الفجر والأمل والمستقبل الوطني الذي ينتظرهم، ولأن عطاءاتهم وإبداعاتهم في مدارات عديدة تؤكد قدرتهم على التميز ووحدة الموقف الوطني بينهم، وهم بذلك رصيد لمصلحة الأحساء والوطن معاً ولا يملك أحد أن يعوض هذا الدور للأحساء، وهذا يدعوهم للتحرك والانطلاق بهذه الشخصية لتعزيز هذه العلاقات الفكرية الإسلامية والإنسانية مع كل المجتمع الوطني، مضيفاً أن طبيعة الأحساء وأبنائها تاريخياً وفي العصر الحديث منفتحة على مجتمعها العربي.