تسببت سحابة الغبار الناتجة عن بركان آيسلندا في تراجع حركة النقل الجوي العالمي بنسبة 2.4% خلال أبريل الماضي وفقا لما أظهرته بيانات صادرة عن منظمة النقل الجوي الدولي "إياتا" أمس. وقالت "إياتا" التي وجهة انتقادات بشكل مستمر لطريقة تعامل الحكومات مع سحابة الغبار البركاني: إن "تراجع حركة النقل تسبب في عرقلة تعافي الصناعة من الأزمة المالية العالمية". وهاجمت "إياتا"، "عمليات الإلغاء الهائلة وغير المنسقة والإجراءات المرهقة وغير العادلة" التي طلبتها الحكومات ولاسيما الأوروبية والتي أضرت بشركات الطيران. وتقول الحكومات: إنها تعاملت وفقا للمخاوف المتعلقة بالسلامة والأمن وإن لديها قواعد صارمة بشأن حقوق الركاب. وعلى أية حال، فإن اتجاه التراجع في الصناعة من غير المتوقع أن يستمر، وأظهرت مؤشرات أولية لشهر مايو تعافي حركة السفر من مستويات الاضطراب التي شهدتها في أبريل. وذكرت أن الشركات الأوروبية تضررت بشدة على وجه الخصوص من عمليات الإلغاء إذ شهدت تراجعا بنسبة 11.7% في حركة نقل الركاب بعد أن توقفت حركة الطيران بسبب الغبار البركاني، حتى بعد أن استأنفت الشركات نشاطها تردد المسافرون في حجز تذاكر سفر بسبب حالة الغموض. وسجلت شركات طيران أمريكا الشمالية تراجعا بنسبة 1.9% في طلب الركاب على السفر، بينما شهدت مناطق أخرى تقودها شركات طيران منطقة الشرق الأوسط نموا وإن كان أبطأ عن الأشهر السابقة. من جانبه قال مدير عام (إياتا) جيوفاني بيزيناني: إن النظام الأوروبي للسلامة الجوية الذي يقرر إغلاق الملاحة الجوية لا يعمل بشكل جيد. نحن نتفهم الدراسات النظرية المتشعبة التي قدمها المركز الاستشاري الأوروبي حول الرماد البركاني المتطاير في الهواء، لكننا مازلنا نعوِّل على مضمون دراسة عملية واحدة تضمنت بُعدا واحدا أنهت بدورها كافة التضارب في المعلومات وخلاصتها: عدم ضرورة إغلاق الفضاء الجوي". وقال: إن الأمن الجوي هو من أول أولوياتنا. لكن علينا أن نتخذ قرارات تعتمد على الحقائق والتجارب، وليس على نماذج نظرية غير رصينة. وأشار بيزيناني إلى بعض "الاستثناءات الأوروبية الناجحة" التي قال إنها تعطي أمثلة يجب أن يحتذى بها. وقال: "تمكنت فرنسا من أن تُبقي فضاءها الجوي مفتوحا مع اتباع كافة معايير السلامة، وذلك بتعزيز المعلومات التي قدمها النظام الأوروبي للسلامة الجوية مع خبرات عملية أكثر دقة أجرتها بنفسها، وذلك بتحديد مناطق الطيران الآمنة. وقال: "لقد فقدنا الثقة بمقدرة الحكومات الأوروبية في اتخاذ قرارات فعالة ومتماسكة. إن استخدام المعلومات النظرية ذاتها دون دعمها بالحقائق التجريبية دفعت الدول الأوروبية إلى اتخاذ قرارات مختلفة حول فتح أو إغلاق المجال الجوي".