بدأ العد التنازلي لافتتاح مونديال جنوب إفريقيا الذي تبقت أيام على انطلاقته، وقبل ذلك يخشى الفرنسيون عدم قدرة منتخبهم على تقديم مباريات قوية يحقق فيها انتصارات تمكنه من تجاوز الخصوم والصعود من مرحلة إلى أخرى حتى الوصول إلى نهائي البطولة ومن ثم الظفر بلقبها، إلا أن القليل جدا منهم يتوقع للمنتخب الفوز بالكأس. لكن الأمر في المدن الفرنسية، لم يعد يتوقف فقط على الترقب والتوقعات، بل تعدى ذلك بعد الإعلان عن التشكيلة الأخيرة وخلوها من أي لاعب من أصل عربي للمرة الأولى منذ عام 1992 في كأس أوروبا بالسويد. وهو الأمر الذي جعل وزير الهجرة الفرنسي إيريك بيسون، يعلن في أول تصريحات سياسية من نوعها تجاه المنتخب الفرنسي، أنه يشعر بالأسف لعدم اختيار أي لاعب من أصل عربي ضمن المنتخب المشارك في مونديال جنوب إفريقيا، مؤكدا على أنه حتى ولو كانت قائمة المنتخب الأخيرة رائعة، إلا أن هذه الروعة منقوصة بسبب عدم وجود الثلاثي كريم بن زيمة وسمير نصري وحاتم بن عرفة. وتابع "إبعاد هؤلاء الثلاثة كثير جداً، لكن من المؤكد أن لمدرب المنتخب ريمون دومنيك، أسبابا وجيهة، وبطبيعة الحال هو الأكثر دراية لما يفعله". ومنذ هذا التصريح، لم تتوقف التعليقات عبر مواقع الإنترنت المخصصة للرياضة، حيث انقسمت الآراء حولها، فالبعض يرى أن مثل هذه التصريحات شديدة الغرابة، وأنها تقحم الدين والجنسية في الرياضة، وهذا لا يجب حدوثه بأي حال من الأحوال، بينما يرى آخرون، أن وزير الهجرة قد استغل الموقف ليلاطف العرب والمهاجرين من أجل تخفيف وطأة القرارات التي ظل يصدرها ضدهم بشكل دائم، فيما أكد فريق ثالث على أن الأمر قد يكون مصادفة بحتة وأنه لا عداء مع العرب أو المسلمين بدليل وجود اللاعب المسلم فرانك ريبيري في تشكيلة المنتخب الذي سيشارك في المونديال. أما الفريق الأخير، فقد اتفق فيه الفرنسيون والعرب على حد سواء على أن فرنسا ستخسر كثيرا بسبب عدم مشاركة بن زيمة، وأن المنتخب حقق أفضل نجاحاته بفضل اللاعب الجزائري زين الدين زيدان، حيث فازت معه بكأس العالم عام 1998، كما أوصلها أيضا إلى نهائي مونديال 2006 بألمانيا قبل أن تخسر اللقب أمام إيطاليا.