آلاف الكيلو مترات بين جدة وكوبا، وعشر سنوات من لوعة الفقد، قلصتها شاشات تلفزيونية جهزها الهلال الأحمر السعودي، لربط عائلات بأبنائهم المعتقلين في جوانتانامو. ورغم أن الطرفين اكتفوا بالصوت والصورة، إلا أنهما كانا كافيين لتحول سكون الترقب في القاعة إلى عويل وبكاء، وتسقط أمهات بالإغماء والتشنج وهن يرين أولادهن بعد فراق، الأمر الذي دفع بفريق أطباء للتدخل وإنقاذهن من الصدمة النفسية. ففي الخميس والجمعة الماضيين جهزت هيئة الهلال الأحمر في جدة صالة اتصالات، لتجمع 6 سجناء في جوانتانامو مع أسرهم. وأوضح مدير عام الإدارة العامة للهلال الأحمر بالمنطقة الدكتور خالد الحبشي، في تصريح أمس، أن مكتبا متخصصا تحت مسمى "إعادة الروابط الأسرية" في مكةوجدة، يعنى بتواصل المعتقلين بذويهم عن طريق الرسائل أو الاتصالات الهاتفية والمرئية، كما يأخذ على عاتقه إيصال الرسائل السريعة والأخبار العائلية العاجلة للمعتقلين. وقال الحبشي إن المكتب أجرى نحو 18 اتصالا لعدد من المعتقلين بأسرهم دخل منطقة مكة وبمعدل تجاوز ال 30 ساعة اتصال تقريباً خلال أقل من عام واحد، وأوصل منسوبو الهلال الأحمر عددا من الرسائل من وإلى المعتقلين في جوانتانامو والعراق وأفغانستان. في حين أكد المتحدث الإعلامي للبعثة الإقليمية للجنة الدولية للصليب الأحمر فؤاد بوابة في اتصال هاتفي أجرته "الوطن" أن اللجنة تتباحث مع السلطات الأميركية حول أوضاع السعوديين المحتجزين في جوانتانامو، وإمكانية إطلاق سراحهم أو إخضاعهم لمحاكمة عادلة، مؤكدا أنهم حصلوا منهم على ضمانات مطمئنة. وأشار بوابة إلى أن ذلك التواصل هو الثاني، حيث سبقه آخر في مدينة الرياض، لافتا إلى أن اللجنة ستنفذ عددا من اللقاءات قريبا في أبها وجازان ونجران.