تتجه الأنظار إلى الذكرى السادسة لاغتيال رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري اليوم، وما سيثار خلالها من مواقف تتسم بأهمية استثنائية خصوصا لجهة المحكمة الدولية الخاصة بلبنان وما يواجهها من تحديات الأكثرية الجديدة بقيادة حزب الله عبر تأليف الحكومة الجديدة. وسيكون لرئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري الكلمة الفصل في هذا الموضوع علما أن كل المفاوضات والنقاشات الدائرة حاليا بين الرئيس المكلف بتأليف الحكومة نجيب ميقاتي وقوى 14 آذار تدور حول كيفية التعاطي مع بند المحكمة الدولية في البيان الوزاري الجديد، والضمانات المطلوبة لعدم تجاوز ثابتة العدالة والديمقراطية وسيطرة الدولة على موضوع السلاح على كامل الأراضي اللبنانية. وفي هذا السياق أعلن منسق الأمانة العامة لقوى "14 آذار" النائب السابق فارس سعيد أنَّ "الحريري سيعبر في كلمته عن الانتقال من موقع التسوية إلى موقع المعارضة الواضحة"، لافتاً إلى أنَّ "أبرز عناوين المرحلة كما سيحددها الحريري تتمثل في حماية محكمة لبنان ورفض السلاح داخل لبنان، عبر مقاومة مدنية سلمية تؤكد حق اللبنانيين بتقرير مصيرهم وتواجه التحكم بعملية بناء الدولة من جانب سلاح غير شرعي". وفي موقف لافت فإن عدة مواقف أطلقها نواب ومسؤولون في تيار المستقبل خصوصا محمد الحجار وجمال الجراح أكدت أن ميقاتي وقع على بيان دار الفتوى بخصوص الثوابت والمحاذير الوطنية في تأليف أي حكومة. وقال مستشار الحريري، محمد شطح أمس إن ميقاتي تماشى مع الثوابت التي أعلنت من دار الفتوى مؤكدا أنها "نقطة التقاء إيجابية بالمضمون، والمهم أن يظهر ذلك بالبيان الوزاري، كما أن الوسطية أيضاً يجب ترجمتها بشكل الحكومة، من خلال إدخال الطرفين إلى الحكومة بطريقة متكافئة ومتوازنة، والطريقة الثانية أن يقول إنني وسطي وبالتالي لن أستطيع أن أحسم قضايا كبيرة وأؤلف حكومة من وسطيين مثلي". من جهته أكد مفتي لبنان محمد رشيد قباني أنَّ "ما يجري اليوم في لبنان هو من نتائج اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وما تلا ذلك من اغتيالات". وأكد قباني أنَّ "عملية اغتيال الرئيس الحريري لن تمر هكذا من دون حساب، أيا كان الذين اغتالوه وسواء كشفوا أو لم يكشفوا". في المقابل فإن الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله سيلقي كلمة بعد غد يحدد فيها موقف حزبه من التطورات في عملية تأليف الحكومة. وأوضح نائب رئيس المجلس التنفيذي في الحزب نبيل قاووق أن "حزب الله" هو "أكثر الجهات تسهيلا لتشكيل الحكومة، لأنه لم يكن يواجه من أجل زيادة حصته أو أي مطامع، إنما كان يعمل من أجل إنقاذ الوطن من مشروع الفتنة ومشروع التآمر الأميركي والإسرائيلي". وأكد أن "ليس لدى الحزب أي فيتو على مشاركة أي جهة وأي أحد في لبنان".