كشفت مديرة جامعة الأميرة نورة الأميرة الدكتورة الجوهرة بنت فهد بن محمد آل سعود أن أول العقبات التي واجهتها أثناء رغبتها في تحقيق حُلم حياتها بالالتحاق بالمرحلة الجامعية عام 1390 , كان طلب جامعة الملك سعود منها صورة شخصية "شمسية"، حيث كان عمها رافضاً ذلك رفضاً باتاً، فكان بالنسبة لها بمثابة المأساة والصدمة، إلاّ أن افتتاح كلية التربية للبنات في ذات العام حقق لها مُرادها. وقالت الأميرة الجوهرة إنها تلقت كافة مراحل تعليمها من الابتدائية وحتى الجامعية على أيدي أستاذات متعاقدات لا توجد بينهن أستاذة سعودية واحدة. جاء ذلك خلال محاضرة بعنوان " تجربة عصر وخلاصة فكر" نظمتها جامعة طيبة أمس ضمن فعاليات البرنامج الثقافي المصاحب لمعرض طيبة الدولي الثاني للكتاب، وأدارتها عميدة كلية علوم الأسرة بالجامعة الدكتورة سها بنت هاشم عبدالجواد. وسردت الأميرة الجوهرة في محاضرتها رحلة حياتها وكفاحها في التعليم منذ نشأتها وحتى توليها إدارة جامعة الأميرة نورة. وقالت إنها نشأت في بيئة دينية متمسكة بتعاليمها وتقاليدها على أساس من الدين والعلم والمعرفة، وأشارت إلى أن والدتها كان لها التأثير الكبير في حياتها ، وذلك من خلال توجيهها منذ طفولتها إلى طاعة الله والحرص على التعلم والتمسك بالمبادئ والأخلاق التي تُكوِّن مسار حياتها. وأضافت أنها كانت متفوقة في مراحل تعليمها العام، وكان الالتحاق بالجامعة حلما وغاية لكل طالبة لقلة الجامعات وقتها، حيث لم يكن حينها للبنات سوى نظام "الانتساب" , إلاّ أنه ولحسن حظها في عام تخرجها من المرحلة الثانوية عام 1390 تم افتتاح كلية التربية للبنات، والتي كان عدد طالباتها 80 طالبة، تخرج منهن 62 طالبة. وأضافت أنه كان يسود بين طالبات الكلية جو من الحب والتناغم والتنافس فيما بينهن، و كانت الطالبة تحصل على تقدير جيد جداً وامتياز بكفاح وصعوبة بالغة . وقالت إنها منذ عامها الدراسي الأول بالمرحلة الجامعية كانت تُكلّف بكتابة أبحاث، حتى إنها كانت تسافر إلى المدينةالمنورة ومكة المكرمة ومناطق أخرى من أجل الحصول على مرجع أو كتاب يتضمن معلومة تخدم بحثها، حتى كونت مكتبة خاصة بها بالمنزل، أكدت أنها ستهديها لجامعة الأميرة نورة. وذكرت أنها تخرجت من كلية التربية بتقدير جيد جداً مع مرتبة الشرف، وبعد ذلك تم تعيينها معيدة بنفس الكلية، إضافة إلى تكليفها بأعمال أخرى كانت تؤديها وهي تشعر بسعادة بالغة لإثبات الذات، وذلك تحت إدارة عميدة من الجنسية المصرية حازمة في تعاملها، وكان لها تأثير إيجابي على الموظفات معها. وبينت أنها كانت حريصة على معرفة كل ما يستجد من العلم وكانت في عام 1408 على معرفة أنه بعد 20 عاماً من ذلك التاريخ سيكون الحاسب الآلي أداة التعليم فأدخلت تقنية الحاسب الآلي في الكلية، وتم تدريب عضوات الهيئة التعليمية وبعض الإداريات والطالبات عليه. وبدأن بعد ذلك في عمل برامج الحاسب الآلي لتكون كلية التربية أول مؤسسة تعليمية تُفعل بها التقنية الحديثة. وفي عام 1421 عُينت وكيلة مساعدة للشؤون التعليمية ومسؤولة عن 102 كلية للبنات بالمملكة، مشيرة إلى أنها كانت تزور تلك الكليات زيارات مفاجئة غير مبرمجة، حتى لا تقام لها احتفالات واستقبالات وذلك للتعرف عن قرب على الصعوبات والعقبات التي تواجه عضوات هيئة التدريس والموظفات والطالبات، واستمرت بالعمل بوكالة الشؤون التعليمية لمدة 7 سنوات. وأضافت أنه في عام 1428 صدر قرار تعيينها مديرة لجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، حيث وجدت تحديات كبرى أولها رغبتها في التغيير وهيكلة كليات التربية ، فكان أول تغييراتها أن أعادت خلال الأشهر الستة الأولى من توليها للإدارة هيكلة الكليات بعد دراسات مع عدة جهات ، ومن ثم بدأت الجامعة تنظيم دورات شبه إلزامية للمنسوبات ومجانية للطالبات ومن تتجاوز منهن دورة الحاسب الآلي واللغة الإنجليزية يتم ابتعاثها للخارج لدراسة اللغة. وأكدت الأميرة الجوهرة في نهاية محاضرتها أن من تريد أن تصل للنجاح والتفوق عليها أن تخطط وتحدد الأهداف، وترسم خطة للحياة للوصول إليها في أقسى الظروف، وبخطى ثابتة، وتراعي في ذلك مخافة الله ثم طاعة الوالدين وولاة الأمر، والمحافظة على عادات وتقاليد المجتمع.