أكد استشاري أن عملية التغيير والتطوير في أي منشأة يجب أن تتم عبر نظريات ومفاهيم محددة تجعل من التغيير أمرا ناجحا بدون عقبات. وقال مساعد مدير عام الشؤون الصحية للطب العلاجي بمنطقة عسير واستشاري روماتيزم الأطفال الدكتور عبد الله الجاسر في ندوة أقيمت بقاعة المؤتمرات بمستشفى عسير المركزي إن التغيير في واقع اليوم يتسارع على جميع الأصعدة لدرجة لا تسمح للشخص أن يلتقط معها أنفاسه، وإن التحسين الحقيقي في الأداء يقتضي تطبيق الأفضل في أنظمتنا العملية الحالية، وإن الناس يجب أن يتواكبوا مع الواقع المتغير، مضيفا أن القاعدة المشهورة تقول :"إذا لم يحدث التغيير للأشياء فإنها تبقى على حالها . وأكد الجاسر أن التغيير لا بد من حدوثه في مؤسساتنا ومجتمعاتنا، ولكن الأهم من ذلك هو كيفية إيقاعه في الواقع، ومن أين نبدأ . مشيرا إلى أن عملية التحويل كبداية سيكون عليها مقاومة، وهذا هو المتوقع أمام التغيير المفروض إلى الصورة الإيجابية، ولابد من استغلالها بطريقة إيجابية. وأشار إلى أنه أثناء محاولات التغيير يبحث الناس عن مصالحهم الشخصية من هذا التغيير، فيسأل أحدهم دائما : ماذا سأجني من وراء هذا التغيير؟، وأين سيكون موقعي بعده؟، وعدم وضوح ذلك لهم يجعلهم يقاومون التغيير ، إذن فالعامل الشخصي للإنسان وتأثره من التغيير هو أكثر ما يهمه، ومثل التأثير المتوقع على الراتب أو الأمان الوظيفي أو زيادة الأعباء أو نقله إلى مكان آخر أو غيرها من الهموم الذاتية. وبين الجاسر مراحل التغيير والتطوير المفروض اتباعها لتغيير عادة اجتماعية أو واقع عملي في شركة أو قطاع، ومنها مرحلة التشخيص، وتتضمن تعريف المشكلة وتحليلها، ووضع الحلول المنتخبة، ثم مرحلة التمهيد، وهي مرحلة التجهيز للتغيير، وآخرها مرحلة التكيف مع التغيير. واستشهد الجاسر بالعالم لوين بين في نموذجه (Lewins force model ) والذي قال إن "التغيير الإداري الفعال يحدث عادة عند وجود عدم توازن بين قوتين، القوة الدافعة للتغيير والقوة المقاومة أو المضادة، ولا بد أن تكون في صالح القوة الدافعة والموجهة للتغيير" وطرح الجاسر أنماطا لبعض الأشخاص خلال عملية التغيير، وما سيحصل عند علمهم بذلك فقال "أول أمر سيحصل هو الإنكار والمقاومة ثم بعدها التفكير ومحاولة فتح الباب الذهني لمناقشة الفكرة، والتي قد تسبب شيئا من الألم النفسي والحسي، يلي ذلك الانفتاح على فكرة التغيير، ومحاولة قبولها، ثم التجديد الذهني وقبول الفكرة والالتزام بها، وبعد الاقتناع تكون هناك القناعة والرضا النفسي التام، وحمل الآخرين عليها".