حلت اللغة العربية ضيفة شرف في المعرض الدولي للغات بالعاصمة الفرنسية باريس من بين 80 لغة مشاركة في المعرض الذي افتتحه وزير الثقافة في الحكومة الفرنسية فريدريك ميتران أول من أمس. وأفادت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) فى بيان أصدرته من مقرها في تونس بأنها أقامت جناحاً في المعرض باسم (العربية لغة بلا حدود) يتضمن مخطوطات عربية نادرة وبرامج رقمية تحمل إبداعات عربية متنوعة ورواقاً خاصاً بالخط العربي. وأكد المدير العام لمنظمة الألكسو الدكتور محمد العزيز بن عاشور في تصريحات صحفية أهمية هذه التظاهرة الثقافية واعتبرها مناسبة متميزة للفرنسيين خاصة وللأوروبيين عامة للتعرف على اللغة العربية والحضارة العربية التي حملتها عبر تاريخها الطويل، وتطرق إلى تاريخ وحاضر اللغة العربية التي تعد واحدة من اللغات الخمس الأكثر انتشاراً في العالم. من جانب آخر، أكد القائمون على التظاهرة الثقافية السابعة عشرة التي ستحتضنها بلدية باريس اليوم وغداً في الصالون الثقافي، أن اختيار تونس ضيف شرف العام لا علاقة له من قريب أو بعيد بالأحداث السياسية الأخيرة في تونس، ولكنه مقرر من قبل، غير أن الصالون يعد أيضا فرصة لاكتشاف المفكرين وإبداعاتهم لبلد يعيش ظرفاً تاريخياً. وخلال التظاهرة يمكن للجمهور الاطلاع على مكتبة ضخمة تتصدر القاعة الكبرى للبلدية مخصصة جميعها حول المغرب العربي وإبداعاته وتحتوي على أكثر من 500 كتاب (شعر، رواية، قصة قصيرة) صدرت خلال 2010 عن دور نشر فرنسية أو في المغرب العربي، إلى جانب معارض ومقاهٍ أدبية ولقاء العديد من الكتاب وتبادل المناقشات معهم، وأيضا الاستماع إلى قراءات مجموعة من المبدعين الجدد، إضافة إلى توقيع كتب ومناقشات مع أكثر من 100 كاتب فرنسي مغاربي من بينهم الكاتب محمود بن رمضان (الرئيس السابق لمنظمة العفو الدولية)، والكاتب منصف غشام، والكاتبة ياسمين كراي، والكاتبة عالية مبروك. يذكر أن صالون الكتاب المغاربي نظم للمرة الأولى 1994 في مركز الكتاب بباريس، ومنذ 2001 حتى الآن بات موعدا متجددا في بلدية باريس وبرعاية عمدة باريس برتراند دو لانويه، ويستقبل كل عام جمهورا شديد التنوع والتميز من مثقفين وكتاب وأكاديميين وصحفيين، إلى جانب الجمهور الذي تربطه صداقة قوية مع بلدان المغرب العربي، وطلاب من المرحلة الثانوية ممن يدرسون بعض هذه الكتب، وترعى صالون هذا العام وزارة الخارجية، ووزارة الثقافة والاتصالات، ومعهد العالم العربي وغيرها، ويتوقع القائمون على تظاهرة العام أن يتجاوز عدد الزوار خلال يومي الصالون أكثر من ستة آلاف زائر.