ودع خمسة آلاف متطوع ومتطوعة أمس، أرض مركز جدة الدولي للمنتديات والفعاليات، بعد جهد متواصل استمر ثمانية أيام لمساعدة المتضررين من الأمطار والسيول التي شهدتها جدة الأسبوع الماضي، واختلطت مشاعر الوداع بين المتطوعين على أمل أن يكونوا قد قدموا شيئا يذكر من أجل جدة وأهلها المتضررين والتي أعطتهم الكثير ولن تبخل بالعطاء. وكانت مشاهد الوداع واضحة بين الجنسين، وغلبت الدموع في نهاية البوابة المؤدية إلى الخروج، وتلقت المؤن الموزعة على أرض المركز النظرة الأخيرة من أعين المتطوعين. ولم تستطع هدى اليوسف تمالك نفسها، وهي تودع أرض المعارض، وبكت بحرقة عند بوابة الخروج، فالتجربة كانت إنسانية، وكانت تعمل بجد طوال الأيام الماضية من أجل مد يد العون للمتضررين، وتدعو الله أن يكتب لها ولزميلاتها وزملائها الأجر والثواب. وكان للأطفال نصيب من الحزن، وهم يهمون بصحبة ذويهم للخروج من المركز، بعد أن شاركوا بقية المتطوعين في توزيع المؤن الغذائية على متضرري سيول جدة. في حين قدم أمين الغرفة التجارية بجدة عدنان مندورة، شكره وتقديره لجميع المتطوعين على ما قدموه من مساعدة لإخوانهم المتضررين، وسأل الله أن يكتب لهم الأجر. وكان تشكيل لجنة تنسيق العمل الاجتماعي والخيري بمحافظة جدة جاء نتيجة لما شهدته المحافظة من أمطار غزيرة خلفت وراءها الخسائر في الأرواح والممتلكات عندما تعرضت محافظة جدة لهذه الكارثة عام 2009. وجاء نشاطها هذا العام بجهود وعزم مضاعف، انطلاقاً من تطلعات الدولة لدعم أنشطة الأعمال الإنسانية والاجتماعية والخيرية، وهو النهج الذي يميز كافة شرائح مجتمعها. ووصل عدد اللجان الفرعية وفرق العمل المشكلة للعمل التطوعي إلى 30 لجنة وفريق عمل، وبلغ عدد المتطوعين قرابة الخمسة آلاف متطوع ومتطوعة، منهم 1500 متطوع ومتطوعة يتواجدون داخل مقر مركز المعارض، و3500 متطوع ميداني من الشباب فقط، وتم تجهيز مركز جدة الدولي للمعارض التابع للغرفة التجارية مقرا لاستقبال التبرعات والمساعدات العينية. وحددت اللجنة مركزاً إعلامياً بمقر مركز عبدالله دحلان للإعلام على أرض مركز جدة الدولي للمعارض، لتقديم الخدمات الإعلامية لمراسلي ومندوبي وسائل الإعلام، وتجهيز المواد الصحفية، ومساعدة القنوات الفضائية في تغطية العمل التطوعي داخل المركز. ويقوم 20 متطوعا ومتطوعة باستقبال 500 اتصال يومي من خلال مركز الاتصال باللجنة، ومن ثم إبلاغ الفرق الميدانية بالأسر المحتاجة وأماكن تواجدها، حيث بلغ إجمالي الوحدات الإغاثية حتى أمس 47 ألف وحدة إغاثية منها 13750 سلة غذائية. وتم إيصال الوحدات الإغاثية والسلال الغذائية إلى المتضررين في 20 حياً متضرراً بجدة، إضافة إلى عدد من أماكن الإيواء، أي ما يقرب من 45 مركزاً ووحدة للشقق المفروشة، وبلغ عدد المستفيدين من المساعدات العينية المقدمة من اللجنة حتى الآن أكثر من 2500 أسرة، سواء في المناطق المتضررة أو في مراكز الإيواء.