إلى خالد الفيصل قيمة وقامة بحر الثمانين في نعماك محتجب فليس يضنيك إبحار ولاتعب فكم عبرت فصول العمر مؤتلقا وسامرتك شفاه الريح والشهب وهبت عمرك للأجيال كي يثبوا على الدروب وفي جنح الدجى وثبوا يرتبون صباحا باذخا وهمو عطر الحياة بما أعطوا وما وهبوا ياساكب النور في أحداق موهبة تعلو ويدنو إلى أحلامها الأرب سقيت ريحانة الأيام متشحا فجرا من النور تستهدي به الحقب تطوي الليالي وفي كفيك لمع رؤى وعاشقاك دواة الحبر والكتب هذي بلادك تاج الأرض قاطبة ونحن فيها لأمجاد الأولى نسب عرائس الكلمات الخضر صغت لها أبهى القصائد فيها النصر والغلب يامهرق الشعر ترياقا تهدهده ينحل كالشهد في الوجدان يصطخب يطأطئ الشعر والدنيا تردده لأنه من عذوق الروح منسكب أحلى الأغاريد من بستانك اغترفت بالراحتين فكم عبوا وكم شربوا عفت المفاخر والألقاب فاحتشدت لك المنابر والعلياء والأدب ورحت تصنع للتاريخ ملحمة غنت لها البيد والرايات والعرب أعطيتنا العمر فانسابت مجرته منارة شادها الإخلاص والدأب يا موسما من شذا الإصباح منهله ما جف ربعك واحنت رأسها القضب تحلو غراسك إذ ماست بواسقها وأخصبت حين سحت فوقها السحب كأن دنياك مشكاة وشمس ضحى على سناها عتيم الليل ينسحب عشقت أرضك والأقدار شاهدة تعلي وترفع حتى مادت الرحب تسقي عطاش الليالي دفء هاجرة كيما تضيئ بها ما أخفت الحجب بحر الثمانين فردوس نلوذ به فنجتلي الحكمة الأسمى ونكتسب بحر الثمانين قنديل وسنبلة ونخلة من جناها اسّاقطَ الرطب بحر الثمانين أسفار مفهرسة في دفتر العمر منها يعجب العجب بكى «زهير «وجمر اليأس يطحنه وارتج في صدره البارود واللهب وأنت تسمو لعين الشمس تؤنسها فليس يثنيك ميؤوس ولا لغب أحلامك البيض أفراح ملونة تروض الدهر حتى راح ينقلب