تواصلت أمس ردود الفعل الإيجابية لزيارة الموفد الملكي السعودي المستشار في الديوان الملكي، نزار بن سليمان العلولا، إلى بيروت قبل أيام، وقال مراقبون إن الزيارة حملت بارقة أمل في الاتفاق على انعقاد اللجنة اللبنانية السعودية للتعاون، حيث إن هناك أكثر من 20 اتفاقية بالغة الأهمية، تنتظر إحياء ما صدر منها وتفعليها، والعمل على التفاوض على الاتفاقيات الأخرى، كذلك إعلان سفير المملكة في لبنان، وليد البخاري، برفع حظر سفر المواطنيين السعوديين إلى لبنان لانتفاء الأسباب الأمنية. وحسب المراقبين فإن الخطوة السعودية تجاه لبنان تأتي كرسالة دعم مباشرة وواضحة للحكومة اللبنانية برئاسة سعد الحريري، وثقة أيضا بالدولة اللبنانية وبقدرة اللبنانيين على الخروج من أزماتهم، مشيرين إلى أن هذه الخطوة تؤكد أن العلاقات اللبنانية - السعودية تتطور وتنمو رغم المرحلة البالغة الصعوبة، حيث تشتعل المنطقة بنزاعات إقليمية ودولية، وفي ظل محاولة إيران الإضرار بدول المنطقة أمنيا وسياسيا.
طموحات كبيرة قال المحلل السياسي يوسف دياب، ل»الوطن»، إن زيارة المستشار بالديوان الملكي نزار العلولا للبنان هي استكمال لزيارة وزير المالية السعودي، محمد الجدعان، خلال مشاركته في القمة الاقتصادية الاجتماعية العربية، التي عقدت الشهر الماضي قبل تأليف الحكومة، حيث وعد بتوقيع المملكة ولبنان العديد من الاتفاقيات التجارية والمالية المشتركة فور تشكيل الحكومة، مبينا أن مجيء الموفد الملكي السعودي بعد تشكيل الحكومة يترجم قرب تنفيذ هذه الوعود، التي تعهدت بها المملكة العربية السعودية للبنان بتقوية اقتصاده ودعم وضعه المالي، والتي قد تصل إلى ضخ وديعة سعودية كبيرة في مصرف لبنان لتعزيز الاستقرار النقدي للبلاد». رسالة مهمة أضاف دياب أن زيارة العلولا، لها دلالة سياسية مهمة حيث إنها تمثل رسالة بان لبنان ما يزال في دائرة اهتمامات المملكة ورعايتها كونها شقيقة لبنان الكبرى، وهي لم تتخل عنه وفي الوقت نفسه تؤكد حرص المملكة على أن لا يبقى ساحة لإيران للعبث به، مبينا أن هذا الدور السياسي للمملكة يتكامل مع الدور الاقتصادي، الذي بدأت المملكة بضخه للبنان، والذي ترجم برفع الحظر عن سفر المواطنيين السعوديين إلى لبنان». ويرى دياب أن «قرار رفع الحظر هو أهم دعم اقتصادي للبنان لأن مجرد أن ينصح المواطنون السعوديون بالمجيء إلى لبنان لقضاء العطل والاستجمام خلال شهر السياحة في الصيف، فإن ذلك يقوي الاقتصاد اللبناني إلى حد كبير، معبرا عن اعتقاده بأن القرار السعودي سيكون قاطرة للدول العربية الأخرى، خصوصا دول الخليج التي ستحذو حذو المملكة في رفع الحظر عن سفر مواطنيها إلى لبنان.
انفراجة مالية
وذكر دياب أن هذا القرار يبشر بأن لبنان على موعد مع صيف سياحي واعد وحركة مختلفة عن الأعوام الماضية، خصوصا وأنه ينعش أيضا القطاع العقاري، الذي شهد جمودا مؤخرا، وكذلك القطاع التجاري والاستثماري، كما يبشر أيضا بأن لبنان مقبل على مرحلة من الانفراج، تتقاطع مع تنفيذ مقررات مؤتمر «سادر» خصوصا ان المملكة هي أبرز الداعمين من خلال الصندوق السعودي للاستثمار، الذي تعهد بوضع أكثر من مليار دولار في تصرف لبنان، كل هذه العوامل التي جاءت زيارة المستشار نزار العلولا لتترجمها في سلة واحدة، ونتائجها ستبرز قريبا فور الانطلاقة العملية للحكومة الجديدة، وأكد دياب أن الدعم السعودي للبنان يحتاج إلى حالة استقرار أمني يمكن من خلالها أن يشعر المواطن اللبناني بانعكاسات هذا الدعم على حياته المعيشية واستقراره الاقتصادي.
أسباب التفاؤل الدعم المباشرة للحكومة اللبنانية برئاسة سعد الحريري تعزيز الاستقرار السياسي والاقتصادي للبنان وجود مؤشرات لانعقاد اللجنة اللبنانية السعودية للتعاون انتعاش قطاعات السياحة والعقارات والتجارة والاستثمار تشجيع دول الخليج على اتخاذ نفس خطوات السعودية