في إطار متابعته المستمرة لأحوال المواطنين في الداخل والخارج، طلب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز من أخيه سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر الشقيقة العفو عن السجناء السعوديين الموقوفين في قطر، وقد استجاب سموه لطلب خادم الحرمين ووجه بالعفو عنهم. وتم بالفعل إطلاق سراحهم وعادوا إلى المملكة أمس. وقد ثمن خادم الحرمين الشريفين لأخيه أمير دولة قطر الشقيقة هذه الاستجابة الكريمة، وإصدار قرار العفو، منوهاً بعمق الروابط ووشائج القربى وحسن الجوار التي تجمع بين البلدين والشعبين الشقيقين، وسعي القيادتين لتعزيزها لما فيه المصلحة المشتركة. إلى ذلك، استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في قصره بجدة مساء أمس شيخ قبيلة الغفران من آل مرة علي بن صالح أبو ليلة والعميد متقاعد ناصر بن صالح العرق يرافقهما السجناء السعوديون الذين كانوا موقوفين في دولة قطر ووصلوا إلى المملكة أمس بعد أن صدر بحقهم العفو استجابة لطلب خادم الحرمين الشريفين من أخيه أمير دولة قطر صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني. وفي بداية الاستقبال ارتجل الشيخ علي بن صالح أبو ليلة كلمة أعرب فيها عن شكره وجميع أفراد قبيلته لخادم الحرمين على حرصه ومتابعته المستمرة لأحوال المواطنين في الداخل والخارج وجهوده التي بذلها في سبيل إطلاق سراح السجناء السعوديين الذين كانوا موقوفين في دولة قطر. كما عبر عن شكر الجميع للملك المفدى على استقباله لهم. بعد ذلك ألقيت كلمة الشيخ علي بن صالح أبو ليلة ألقاها نيابة عنه العميد متقاعد من الحرس الوطني ناصر بن صالح العرق جاء فيها :سيدي خادم الحرمين الشريفين الشكر لله عز وجل ثم لمقامكم الكريم. لقد وعدت يا سيدي ووفيت وأعدت البسمة والأمل إلى العشرات من العوائل بالإفراج عن آبائهم الذين قضوا في السجن أكثر من أربعة عشر عاماً. سيدي لقد أضفت إلى مكارمك التي لا تحصى هذه المكرمة الإنسانية التي نرجو من الله العلي القدير أن يمد بها في عمرك وأن تكون في موازين أعمالك، فقد فرجت كرب المكروبين وأفرحت المحرومين. أنت يا سيدي بحق ملك الإنسانية والإنسان الملك، ولا نستطيع أن نقول إلاّ جزاك الله خيرا. ودمتم يا سيدي عوناً لكل محتاج ونصرة للإسلام والمسلمين. والله يحفظكم سيدي". وقد أعرب الملك عبدالله بن عبدالعزيز عن شكره لهم على ما أبدوه من مشاعر صادقة متمنياً لهم حياة موفقة بمشيئة الله تعالى. من جانبها، رحبت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بمبادرة قطر في الإفراج عن المعتقلين السعوديين لديها، جاء ذلك على لسان رئيسها الدكتور مفلح القحطاني الذي أكد أمس في اتصال مع "الوطن" أنه كان هناك بعض المحادثات الشفوية بين جمعية حقوق الإنسان السعودية ونظيرتها القطرية بشأن المعتقلين، وقال القحطاني :نثمن مبادرة خادم الحرمين بالتدخل مع أمير قطر ومبادرة الأخير في الإفراج عنهم". إلى ذلك، أكدت مصادر خاصة في اتصال مع "الوطن" أن المعتقلين المفرج عنهم اعتقلوا على خلفية ما يسمى بمحاولة الانقلاب الفاشلة عام 1996 في قطر، وأشارت المصادر أنه اعتقل على خلفية القضية أكثر من 120 شخصا تمت تبرئة عدد منهم في وقت لاحق إلا أنها صدرت أحكام بحق نحو 70 شخصا تراوحت بين الإعدام والسجن والتبرئة.