لغتها العفوية لم تخف رغبتها الجامحة بتغليب العلم على العاطفة، وببساطة قالت "كان اكتشافي صدفة، فقد أجريت تجربة تنقصها الدقة، لكنها أثمرت عن اكتشاف علم جديد يتعلق بإمكانية تخليق الخلايا الجذعية الشابة من الخلايا الجذعية الهرمة". وهذا يعني حسب ما أجابت به على سؤال ل "الوطن" أنه يمكن عملياً إعادة الشباب للأنسجة الهرمة في الإنسان عن طريق زرع الخلايا الجذعية. هذا فحوى ما قالته عالمة الخلايا الجذعية السعودية الدكتورة إلهام أبو الجدايل في حفل تكريمها في اثنينية عبد المقصود خوجه وسط حشد كبير من مرتادي الاثنينية والعديد من الأطباء والمختصين من الجنسين. جلست الدكتورة أبو الجدايل على المنصة في مواجهة طيف من الرجال من مختلف المستويات, إلى يمينها جلست رائدة علم الأدوية سميرة إسلام، وعلى شمالها راعي الاثنينية عبد المقصود خوجه الذي وصفها بأنها تميزت بصبر لؤلؤة تشكلت في أحشاء محارة، فخرجت علينا ببصيرة العارف وبصر العالم، أنجزت فأذهلت باكتشاف طريقة متقدمة في علم الخلايا الجذعية. وسردت عالمة الجينات التي ولدت في جدة شيئاً من سيرة حياتها، وتوقفت عند تجربتها الأولى في علم الجينات، حين نسيت أن تضيف إلى الخلايا موضع تجربتها مادة معينة، تبين لها فيما بعد أنها أمام اكتشاف جديد تأكد لها بإعادة التجربة في بيئات مختلفة، وفي بحثها لم تعثر على من قام قبلها بمثل هذه التجربة، فانتقلت بعلمها إلى بريطانيا لتسجل اكتشافها الجديد ثم لتكون موضوعاً صحفيا للصندي تايمز والغارديان وصحف أوروبية أخرى. وقالت الدكتورة أبو الجدايل إن اكتشافها الذي تم بمحض الصدفة ساعد الكثيرين على الشفاء من أمراض مستعصية ومميتة، وتروي قصة شاب هندي مسلم كان يعاني مثل آلاف من الهنود من مرض عضال يؤدي إلى تآكل الخلايا والأنسجة فيتقرح الجسد وينزف الدماء لينتهي بالموت، فحين جيئ لها بهذا الشاب أبلغت أهله بأن ابنهم يحتضر ولا فائدة من علاجه، لكنهم توسلوا إليها أن تحاول، فأبلغتهم أن موته قد يكون محتماً فأجابوها بأن موته هو قدر من الله، وعندها قررت أن أبذل جهدي في علاجه، وما إن مرأسبوعان حتى تماثل الشاب للشفاء وبدأت أنسجته تعود للحياة وقروحه تلتئم، وكان العلاج هو زرع خلايا جذعية في جسده، وهكذا عادت الحياة إليه، وهو الآن تزوج وأنجب ومازال على اتصال معي. ومن خلال أجوبتها على عشرات الأسئلة كانت الدكتورة أبو الجدايل تؤكد في كل جواب أنه يمكن علاج جميع الأمراض بالخلايا الجذعية، واصفة هذه الخلايا بأنها بمثابة قطع غيار، ويشمل العلاج تلف الأعصاب والعظام والجلد والتصلب اللويحي واللوكيميا والزهايمر والشيخوخة والتليف الكبدي والأنسجة والغضاريف وعشرات الأمراض الأخرى ضمن شروط معينة. وعن توفر هذا العلاج في المملكة أجابت الدكتورة أبو الجدايل إنه متوفر في المملكة وبريطانيا وقريباً في أمريكا، مختتمة قولها إن العلاج بالخلايا الجذعية هو أفضل من أي خيار آخر.