حقيقة ما يقوم به السيد ساهر من عمل جبّار وماهر ودقيق، وفي نفس الوقت عادل لا يفرق بين مسؤول أو غيره لهو عمل يستحق عليه الإشادة والمكافأة، فقد لفت انتباهي خلال هذه الأيام جمال أحزمة الأمان وهي تزين صدور سائقي المركبات في شوارع مُدن وطني الغالي الواسع العظيم، وكأنها أوشحة فخر وقيادة.. بعدما كانت في الغالب عبارة عن تحفة من ضمن ديكورات السيارة _ للزينة فقط_ غير صالحة للاستخدام البشري..أما الآن وبفضلٍ من الله ثم قوانين وتوصيات السيد ساهر المحترم، فقد أصبح حزام الأمان أحد أهم أجزاء السيارة، ولا مكان لتراكم الأتربة والأوساخ عليه بعد اليوم، فنظافته مرتبطة بنظافة هِنْدَام المُستخدم، لأنهما يَحضنان بعضهما البعض بشكل مستمر وكأنهما عشيقان يتعانقان. ومنذ تطبيق نظام ساهر في المملكة العربية السعودية، والناس لا يزالون منقسمين تجاهه إلى فريقين... الأول: مؤيد له، وهو الفريق الذي أشجعه وبقوة.. رغم أن السيد ساهر قد أخذ مني قدرا كبيرا من المال، إلاّ أنني أظل ممنونًا له، لكوني مقتنعا بأن «ساهر» رجل حقاني ويريد مصلحتي رغم قسوته التي جعلتني ولله الحمد سائقا نظاميا، بعيدًا عن فِلاشاته الرائعة منذ فترة ليست بالقصيرة..ويبدو أن مقولة: (من حبك سَبك) هي أقرب وصف لعمله، ولن يتجرأ أن يتطاول على أحد، أو أن يسلب أحدا من غير حق...وإن عاقبك فإنه يعاقبك لمصلحتك...لا يريد أن تكون في يوم ما ضحية تهور، ويبحث لك عن السلامة في كل الأحوال، بتطبيق ما يفرضه من قرارات حازمة على المخالفات من السرعة وقطع الإشارة وحزام الأمان والعبث بالهاتف النقال، وعدم الالتزام بالقواعد المرورية حيث تشكل خطرًا عليك، وعلى مرتادي الطريق بشكل عام...فلن تجد أحدا يحرص ويهتم بسلامتك إلاّ مُحبًا لك من أجلك ساهرا. الثاني: الفريق المعارض والمحارب له..وهم قلة في ظِل وعيّ المواطن في هذا البلد...وحجتهم أنه استنزاف وأكل لأموال الناس بالباطل..ولا أعلم كيف يحكمون بقولهم هذا..ولكن ما لاحظته أن أصحاب هذا الفريق هم ثلة يريدون أن تكون الشوارع مضامير للسباق، وثلة أخرى من المستهترين بأرواح البشر. عندما أُشاهد آثار عجلات المركبات نتيجة استخدام المكابح (الفرامل) بكثرة على طبقة الإسفلت، والممتدة لمئات الأمتار لتفادي هذا السيد الفاضل الواقف بكل شموخ أمامك على طريق حُدِدَت فيه السرعة ب(140كم)، في هذه الحالة أشعر بأننا نحتاج إلى مزيد من السواهر والأنظمة والعقوبات والاختراعات التي من شأنها الحفاظ على أرواح الناس وحياتهم من كل مستهتر.