نفى رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان سعد الحريري "التوقيع على بنود اتفاق جرى في إطار المساعي السورية السعودية، ويقضي بإلغاء المحكمة الدولية الخاصة باغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري". وقال بيان صادر عن المكتب الإعلامي للحريري تعقيبا على المعلومات التي تتداولها بعض وسائل الإعلام حول الاتفاق الذي جرى بحثه في شأن المحكمة الدولية "إن ما ورد خطأ عن مصادقة الرئيس سعد الحريري على بنود الاتفاق مع كل من الرئيس السوري بشار الأسد وأمين عام حزب الله حسن نصر الله، أوحى كما ولو أنه جرى التوقيع على الورقة المتداولة وهو أمر لم يحصل حتما، ولا أساس له من الصحة". وكان الزعيم الدرزي وليد جنبلاط قال أول من امس أمس في مؤتمر صحفي، إنه تم تثبيت بنود المبادرة السورية السعودية "من خلال البيان الوزاري عبر النقاط الآنفة الذكر وهي موجودة ومصدقة من الأسد ونصر الله والحريري" وأن المبادرة العربية كانت واضحة وكانت "تنص على إلغاء ارتباط لبنان بالمحكمة من خلال إلغاء بروتوكول التعاون ووقف التمويل وسحب القضاة". وأشار بيان الحريري إلى أنه لم يكن هناك أي توقيع "والأمور بقيت في إطار المداولة، ومن خلال سلة متكاملة، وفقا لخريطة الطريق التي أكدتها الجهود القطرية التركية المشتركة، وعلى قاعدة التوجيهات التي سبق أن عبر عنها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز". وأوضح البيان أن خريطة الطريق المذكورة " لا تقف عند حدود الورقة التي أتى على ذكرها جنبلاط وجرى التداول ببعض بنودها في وسائل الإعلام. فالبنود مجرد خطوة في مسار دبلوماسي وسياسي". وأشار البيان أن مسار التسوية "كان من المفترض أن يؤدي إلى صيغة متكاملة للمصالحة الوطنية، تؤكد على سبل تطبيق اتفاق الطائف، والتزام العهود التي قطعت في اتفاق الدوحة، والتأكيد على معالجة معضلة استخدام السلاح في بت الخلافات السياسية ومعالجة البؤر الأمنية في كافة المناطق اللبنانية وفقا لآلية تشرف عليها مؤسسات الدولة، وتنفيذ مقررات الحوار الوطني التي جرى التوافق عليها في المجلس النيابي، وفي مقدمتها، تسليم المعسكرات الفلسطينية خارج المخيمات للجيش اللبناني". وعشية الاستشارات النيابية لتسمية رئيس جديد للحكومة، اعلن رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان موقفا لافتا للانتباه يؤكد "ان لا احد يستطيع تغييب احد وعلى الجميع ان يكون لديهم الاقتناع بالمشاركة بالمسؤولية". واوضح "ان الميثاقية تفرض اشتراك الجميع في المسؤولية للخير والاصلاح والخط المستقيم والدفاع عن الوطن وليس فقط تقاسم الحصص والمنافع والمصلحة الخاصة". واشار امام اعضاء السلك القنصلي "ان النموذج اللبناني يمثل تحديا وعلينا انجاح هذه الصيغة في وجه الارهاب الذي لا يعترف بالاخر، وفي وجه صيغة يهودية اسرائيل، وفي وجه بعض النزعات التي بدأت تظهر في اوروبا وتتناول عدم نجاح التعددية الثقافية". واتهم رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع الفريق المعارض بانه يريد تشكيل حكومة "من صنع المسؤول السوري رستم غزال ومسؤول لجنة الإرتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا". وقال ان "الوضع في لبنان سيكون تقريباً مثل الوضع في غزة لان المواقف الدولية والعربية من هذه الحكومة معروف". واكد جعجع أن الاستشارات النيابية ستجري في ظل "صراع محموم من اجل كل صوت"". واضاف "سنسعى بكل قوتنا وبكل جهدنا لمحاولة تامين الاصوات اللازمة حتى يتم تكليف سعد الحريري بتشكيل الحكومة الجديدة".