على طريق الأمير عبدالمجيد تقف "دمية" لرجل ممسك بعلم أحمر بجوار مشروع تحت التنفيذ، تشير لقائدي السيارات بتهدئة السرعة والانتباه للطريق منعا لوقوع حوادث. هذه الدمية "الخدعة" التي ابتكرتها إحدى الشركات بالمدينةالمنورة، تأسيا ب"الفزاعة" التي يستخدمها المزارعون لإبعاد الطيور عن محاصيلهم، نجحت في وقف تهور السائقين والحفاظ على سلامة العاملين بالمشروع، الأمر الذي جعل أحد المواطنين يقترح استخدامها كبديل لنظام "ساهر" المروري. كبح جماح السائقين وقال مدير عام شركة عبر المملكة "سبك" مرزوق المحمادي: إن الشركة بعد أن استنفدت كل طرق السلامة من وضع إنارة وإشارات وغير ذلك دون أن تستطيع كبح جماح السائقين، لم تجد طريقة تجبر بها السائقين على التمهل عند مرورهم بجوار المشروع إلا هذه الدمية المصنوعة من الحديد ترتدي "فرهول" وذات وجه من الفلين، والتي نجحت خلال خمسة أيام في لفت انتباه السائقين وإجبارهم على التمهل، مبينا أن تلك الدمية تأتي ضمن متطلبات السلامة التي تحرص الشركة على توفرها من إنارة ولوحات إرشادية وحواجز خراسانية وغيرها. وبين المحمادي أنه سبق أن توفي عامل لدى الشركة كان يقف بجوار المشروع لتنبيه السائقين رغم توفر السلامة للمشروع من مسافة 200 متر تقريبا، و بعض مشاريع الصرف الصحي يصل عمقها إلى 16 مترا، وبعض المكائن تصل قيمتها إلى 12 مليون ريال، إضافة إلى العمالة التي تعمل داخل تلك الحفريات التي وجب علينا حمايتها بكل الطرق. فكرة جميلة ويبدو أن الفكرة لاقت إعجابا من المواطنين سالكي طريق الأمير عبدالمجيد. وقال المواطن عبدالله الحربي "كنت مسرعا وفي لحظة شاهدت رجلا يقف بجوار المشروع وخففت من السرعة خوفا من الاصطدام به لأجده دمية لا رجلاً حقيقياً". وأضاف المواطن أحمد الصاعدي: أن فكرة "الدمية" جميلة لتخفيف سرعة السائقين مفضلا تطبيقها بدلا من نظام "ساهر" المروري. مشيرا إلى أن هذه الطريقة كان والده يستخدمها لفزع الطيور عندما كانت تهجم على محصول المزرعة قبل سنوات. غير مسجلة من جانبه، قال مدير العلاقات العامة والإعلام بمرور منطقة المدينةالمنورة المقدم عمر حماد النزاوي: إن تلك الدمى ليست مسجلة بكتاب السلامة المرورية عالميا، الذي يشمل لوحات تعطي مدلولاً لتنفيذ مشروع أو وجود تحويلات وغيرها من تخفيف سرعة ونهاية طريق والتي تشمل لوحات أصفر وأسود وبراميل وغيرها.