أكد السفير اللبناني في السعودية اللواء مروان زين أن تصريحات وزير الخارجية سعود الفيصل حول الوضع في لبنان "تأتي نتيجة تفهم الرياضودمشق أن مبادرتهم القائمة لم يتم التفاعل معها لبنانياً، مما أثبت أن الحل يجب أن يكون لبنانياً ومن ثم يكون الدعم السعودي - السوري لمؤازرة الجهود اللبنانية". وتساءل السفير زين في تصريحات ل"الوطن" أمس "ماذا يستطيع الأشقاء الغيورون على أمن واستقرار لبنان تقديمه دون وجود صيغة تفاهم لبنانية تضمن السعودية وسورية نجاحها؟ فإذا غاب التفاهم اللبناني، فإن المبادرة السعودية - السورية لا يمكن الاستفادة منها أو أن تساهم في مساعدة الوضع اللبناني المتأزم". وتابع أن هناك أزمة سياسية واضحة في لبنان مع انتظار تشكيل حكومة والخروج من دائرة حكومة تسيير الأعمال التي قد يطول أمد عملها ليكون هناك أزمة واضحة للعيان. وشدد اللواء زين على أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة المستفيدة من هذه الفوضى، قائلا "إسرائيل هي بلد عدو لا يستغرب أن يقوم بما يخل بالأوضاع، وأي خلل داخلي تستفيد منه إسرائيل التي تخطط للقيام بأفعال قد تزيد من تعقيد الأزمة اللبنانية". وفي سياق متصل اعتبر النائب عن كتلة المستقبل عمار حوري أن "الوضع في لبنان خطير بالفعل، وكلام الأميرسعود الفيصل حول هذا الأمر هو توصيف لهذا الوضع". وبدوره، رأى النائب نبيل نقولا الذي ينتمي إلى التيار الوطني الحر المتحالف مع حزب الله أن "الوضع لم يتغير وهو سيئ جدا". ورأى حوري أن ما حدث "محاولة للتمرد على الشرعية"، مؤكدا أن هذا المسعى "قد يفشل، ولذا نحتاج إلى وساطات أخرى ومستمرة". وبدا ظاهرا بقوة أمس حجم الخوف في عيون المواطنين من خلال تحركاتهم الخجولة والمترددة في بيروت على وجه الخصوص، حيث استمر الشلل الجزئي في الحركة التجارية والأنشطة الاجتماعية. وقال مقرب من قيادة تيار المستقبل إنه على يقين من أن المملكة لن تترك لبنان أمام المخاطر وأنهما سيبذلان كل ما من شأنه أن يحفظ وحدته واستقراره. وأوضح أن الموقف الأخير الذي أعلنه الأمير سعود الفيصل "ما هو إلا تبيان للحقائق، حيث أفشل حزب الله وحلفاؤه المسعى السعودي السوري وخصوصا لحل نهائي للأزمة". الى ذلك بحث رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني ووزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو مع الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله الأزمة السياسية التي يمر بها لبنان. وقال بيان لحزب الله أمس إنه جرى التداول خلال اللقاء "في الأزمة السياسية الراهنة في لبنان وخصوصا موضوعي المحكمة الدولية والحكومة الجديدة، وتم استعراض للأفكار والحلول المطروحة". ومن جهته أكد النائب وليد جنبلاط أمس أنه مستعد لزيارة دمشق مرة جديدة بهدف بحث الأزمة اللبنانية مع الرئيس السوري بشار الأسد بعد زيارته الأخيرة نهاية الأسبوع الماضي. وقال "لم أتوقف عن إرسال موفدين إلى دمشق، وأنا مستعد للعودة والاجتماع مع الرئيس الأسد". وقال جنبلاط "سأصبر قليلا ثم سأتحدث بصراحة، وفي الوقت المناسب، عما جرى معي بين 10 و15 ديسمبر، وهي الفترة التي قابلت خلالها الأمين العام لحزب الله والحريري والرئيس الأسد". وأوضح "هناك مزايدات من هنا ومن هناك. سأقول في الوقت المناسب للرأي العام العربي والدولي ما حدث معي". وفي طهران وجه الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد تحذيرا إلى إسرائيل والولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية داعيا إياها إلى "وقف التحريض على الفتنة" في لبنان إذا كانت لا تريد أن ينقلب الشعب ضدها.