تبدلت نظرات مرتادي متنزه الملك فهد بالدمام من الإعجاب بالجمال إلى الحسرة على ما صار إليه أقدم متنزهات الشرقية الذي افتتح قبل 23عاما، على مساحة مليون ومئة ألف متر مربع, وبعدما كانت جميع حواسهم منشغلة بالاستمتاع بجمال الموقع وروعته، أصبحت حاسة الشم هي المسيطرة لاتقاء الروائح الكريهة التي خلفتها القمامة المتناثرة والمستنقعات التي يعج بها المتنزه العتيق، والتي باتت مرتعا للبعوض والحشرات الناقلة للأمراض. وعبّر عدد من الزوار ل"الوطن" عن استيائهم لنقص الخدمات في متنزه الملك فهد كونه معلما سياحيا مهما في المنطقة الشرقية. وقال محمد العمري، إن قلة النظافة هي أكثر ما يزعجه في المكان، وكثرة النفايات التي يتركها مرتادو المتنزه، ووجود المستنقعات في أماكن متفرقة، مما يشكل خطراً من الناحية الصحية، نظراً لانتشار البعوض وبعض الحشرات الأخرى. وطالب هاني محمد بإيجاد أكشاك لبيع المرطبات والمياه والوجبات الخفيفة، مشيرا إلى عدم وجود مثل تلك المحلات، مما يضطر الشخص الذي يحتاج إلى ذلك إلى الانتقال من المتنزه إلى مكان آخر لشراء ما يحتاجه. في حين تساءل محسن القحطاني عن غياب عنصر الأمن والمراقبة من قبل أمانة المنطقة الشرقية لمنع الشباب الذين يمارسون لعبة كرة القدم داخل المسطحات الخضراء، متذمراً من وجود عدد من الحفر المتروكة دون أغطية، والتي تشكل خطرا على الصغار والكبار، مطالبا الجهة المسؤولة عن صيانة المتنزه بسرعة تغطية تلك الحفر. وأشار علي البلوشي إلى أن الكثير من مصابيح الإنارة تعرض للتخريب والبعض الآخر منها لا يعمل، مطالبا إدارة المتنزه بعمل صيانة لها حتى تعمل ليلا بالشكل المناسب الذي يتيح لزوار المتنزه قضاء أوقاتهم في فترة المساء بصورة أفضل. من جانبه أوضح مدير العلاقات العامة والإعلام والمتحدث الرسمي لأمانة الشرقية محمد الصفيان، أن مخلفات المتنزه ترفع بصفة مستمرة، وتجمع في براميل مخصصة لها، ملقيا باللائمة على الزوار، مبينا أن بعض الأطفال يقومون ببعثرة النفايات الموجودة في الحاويات في صورة تشوه المنظر الجمالي في المتنزه، الأمر الذي يضطر عمال النظافة لإزالتها مرة أخرى. وأشار الصفيان إلى أن العبث والتخريب الذي تتعرض له مرافق المتنزه والخسائر الكبيرة التي تنجم عن ذلك، يعود إلى أن بعض الأشخاص يقومون بشكل مستمر بتكسير أغطية أسلاك أعمدة الكهرباء، وسرقة خلاطات مياه دورات المياه، وتكسير الأشجار، مشيراً إلى أنه تتم معالجة ذلك بعد التنسيق مع الإدارة المتخصصة بأعمال الإنارة بالأمانة. وعن وجود المستنقعات المائية، قال الصفيان إنها تنتج عن تجمع المياه الجوفية التي تضخ عن طريق المولدات "توربينات" لتصريفها، مضيفاً أن هناك محطة سحب للمياه الآتية من المتنزه. وكشف الصفيان عن ترسية مشروع استثمار المتنزه إلى إحدى الشركات السياحية لاستثماره وتم توقيع العقد، وسيسلم الموقع خلال العام الجاري. إلى ذلك، قال الرئيس التنفيذي لشركة "سياحة" الشركة المستثمرة للمتنزه رائد المرباطي إلى"الوطن"، إن الشركة ستتسلم المتنزه من أمانة الشرقية بعد خمسة أشهر من الآن، وستقوم بعمل مشروع سياحي متكامل، يحتوي على فندق، ومجمع تجاري، ومدينة ترفيهية، ووحدات فندقية، ومضمار للمشي بمواصفات عالمية. وبين أن 90% من مساحة المتنزه ستكون مفتوحة للمواطنين، ولن تكون هناك رسوم لدخولهم المتنزه، وأن المساحة المتبقية من المتنزه وهي 10% ستقام عليها منشآت المشروع، وستكون المرحلة الأولى من المشروع للجزء العام، مع توقع الانتهاء منها بعد عام من الآن.