رفض لاعبو المنتخب السعودي طي صفحة مشاركتهم الآسيوية بصورة مشرفة تحفظ لهم ماء الوجه وأكملوا عصر أمس على ملعب نادي الريان مسلسل النتائج "الكوارثية" بخسارة مذلة أمام اليابان بخمسة أهداف كاملة دون رد، وهي الهزيمة الأقسى المسجلة في تاريخ الكرة السعودية في جميع مشاركاتها السابقة في البطولة القارية، ليودع المنتخب السعودي البطولة بسجل أسود (3 خسائر) وبشباك تلقت 8 أهداف وهجوم لم يفلح في تسجيل سوى هدف وحيد في ثلاث مباريات كاملة. وأصاب "كابوس" ملعب الريان الجماهير السعودية في مقتل بعد أن تطلعت إلى نتيجة وأداء مختلفين يعيدان لمنتخبها هيبته المفقودة على حساب منافس ياباني قوي يتطلع لتأكيد صدارته لمنتخبات المجموعة وحضوره كمرشح أول لتحقيق اللقب الآسيوي بيد أن ما آلت إليه المواجهة لم يكن غير مضاعفة الأحزان السعودية بخسارة قاسية كانت محصلة طبيعية لأداء بارد من لاعبين افتقدوا أي رغبة في العطاء حتى وهم يرتدون قميص الوطن. وكان الأمر الملفت للنظر هو إشراك المدرب ناصر الجوهر لنفس التشكيلة التي لعبت المباراة السابقة أمام الأردن، باستثناء وجود أحمد عطيف بدلا من المصاب سعود كريري في خط الوسط، رغم التأكيدات قبلها بتغييرات عناصرية ستطال الخطوط الأربعة أمام اليابان. وشكلت بداية المباراة العنوان العريض لمواجهة انتهت حتى قبل أن تتم دقائقها العشرين الأولى، وبدا أن كل هجمة يابانية تقترب من منطقة الجزاء السعودية ستنتهي بهدف وكان لحسن الحظ أن المحصلة لم تتجاوز الثلاثة أهداف طوال الشوط الأول التي جاءت عن طريق شينجي اوكازاكي (8 و13) وريويتشي مايدا (19)، وبانت ثغرات فادحة في الدفاع السعودي من سوء التمركز والتغطية ما سمح لليابانيين بحسم المباراة في دقائقها الأولى وسط غياب تام ل"الأخضر". وافتتح اليابان التسجيل إثر كرة طويلة خلف المدافعين من ياسوشيتو ايندو ضرب بها اوكازاكي مصيدة التسلل وحضرها لنفسه من فوق وليد عبدالله الذي خرج للتصدي له دون نجاح ثم أكملها في المرمى، وضرب اوكازاكي مجددا بعد خمس دقائق حين أضاف الهدف الثاني بمتابعته كرة من الجهة اليسرى برأسه في الزاوية اليسرى لمرمى وليد عبدالله. ولم يرحم المنتخب الياباني منافسه على الإطلاق واستفاد من استسلامه مبكرا ومن تواضع إمكاناته الدفاعية، فانطلق يوتو ناغاتومو من الجهة اليسرى ومرر كرة متقنة الى مايدا الذي تابعها براحة تامة من دون مضايقة دفاعية ومستفيدا أيضا من خروج خاطئ للحارس في الشباك. تلك البداية اليابانية الصاعقة فرضت على المدرب ناصر الجوهر التدخل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه فدفع بمناف أبو شقير بدلاً عن عبده عطيف في خط الوسط لإعادة التوازن إلى التشكيلة ومواجهة المد الياباني المتواصل، ولم يكن الحارس والدفاع السعودي وحدهما يعانيان في اللقاء بل إن حالة من التوهان سادت لاعبي الوسط والهجوم وكانت معظم التمريرات تنتهي عند أقدام اليابانيين حتى تلك السهلة والقريبة كانت تضل طريقها. ومرت بقية دقائق هذا الشوط بهدوء واتضح تراجع الإيقاع الياباني بعد تسجيله الأهداف الثلاثة واكتفائه بتلك النتيجة، على الأقل في هذا الشوط. وفي الشوط الثاني، سيطر المنتخب الياباني على مجريات اللعب وواصل ضغطه الهجومي، وتمكن بعد خمس دقائق فقط من البداية من التسجيل عبر كرة مررها ماساهيكو إينوها عرضية إلى ريوتشي ماييدا الذي استغل مجدداً سوء التغطية الدفاعية وخروجاً خاطئاً من وليد عبدالله ووضعها برأسه في شباكه. وكان الإيقاع ودياً جداً في الدقائق المتبقية مع عجز سعودي عن تهديد مرمى اليابان جدياً لتسجيل هدف الشرف على الأقل، ليكمل أوكازاكي في الدقيقة 80 ثلاثيته (هاتريك) وأضاف الهدف الخامس للمنتخب الياباني عندما تلقى تمريرة طولية عند نقطة الجزاء السعودية فاستدار ووضعها في الزاوية اليسرى للمرمى. حاول المنتخب السعودي تسجيل هدف لحفظ ماء الوجه لكنه لم ينجح في هز شباك نظيره الياباني الذي صنع عددا من الفرص التهديفية في الدقائق الأخيرة لكنها لم تسفر عن جديد لتنتهي المباراة بفوز ياباني 5/ 0.