تشهد الأردن العربية الأبية أحداثاً غير مسبوقة تذكر ببدايات ما يسمى بالربيع العربي، وهي إحدى مؤشرات حالة الاختناق العربية التي قد تنفجر في أي وقت وفي أي بلد عربي. والسؤال الذي يفرض نفسه هل نحن أمام موجات عنف جديدة في الشرق الأوسط في ظل تردي الحالة الاقتصادية العالمية والعربية، ومخاوف الاضطرابات الاقتصادية الكبرى المحتملة، التي حذر منها منتدى دافوس هذا العام، فكل اضطراب اقتصادي عالمي يتلوه اضطراب سياسي والعكس. هل نشهد تسونامي كبيرا مماثلا لما حدث من قبل؟ وأين نحن في الخليج من هذه الأحداث؟ ما موقعنا من هذا العاصوف العربي الجديد؟ ترى هل يكتب السياسي الوطني تحليلاً للمشهد العربي اليوم واستشرافاً لمستقبله يجيب فيه على الأسئلة الملحة في هذه اللحظة الحاسمة من تاريخ العرب والصراع العربي العربي، والعربي الصهيوني؟ وهل يدفع الأردن ثمن صموده وحده في وجه المحتل الصهيوني ومشاريع التطبيع الجديدة؟ للمثقف الوطني أن يسأل وللسياسي العربي أن يجيب. تأتي قمة مكةالمكرمة لدعم الأردن لتفند كل الشائعات المغرضة من الأقلام المسمومة في الحرب الإعلامية الشرسة التي تشكك في مواقف السعودية الثابتة من قضية فلسطين وتهويد القدس. وفي الوقت الذي لا زالت السعودية داعمة لكل مشروع عربي نهضوي ولقضية العرب الأولى، فإن الأقلام الخبيثة لم تتوقف عن بث سمومها في عاصفة من الشائعات التي تحرك كل عاصوف مدني. إن الحلول الاقتصادية الوقتية غير كافية وهي جزء من الحل وليست الحل كله، وهي خطوة في طريق طويل، فهناك إصلاحات كبيرة يتطلع إليها المواطن العربي خصوصاً ما يتعلق بلقمة عيشه وصحته وتعليمه وحريته وحقوقه السياسية والمدنية بشكل عام. وهي طموحات سهلة وممكنة. كما إن الإصلاح الشامل ضمن خارطة طريق معلنة هو ما يطمح إليه المواطن العربي كصمَّام أمان في خضم حرب إعلامية موجهة وذكية وتوحش اقتصادي عالمي. وفي زحمة الأحداث السياسية والاقتصادية المتفاقمة نفتقد تلك الأقلام الحرة التي كانت تخط في الوطن تاريخ مجد ومنهج حياة. إن حرية الكلمة من أهم معالم الإصلاح العربي المفقود، وهي أقوى وسائل منع عواصف الفوضى ودوائر العنف التي لو انحسرت شيئا ما فإنها ستجد في تكميم أفواه المعتدلين مجالاً خصباً للتنفس بعمق.