في كل بطولة يشارك فيها منتخب بلاده العراقي لا بد أن يتواجد لمساندته بصوته الرخيم الذي يسمعه عشرات الآلاف في المدرجات دون مكبر صوت.. هذا هو رئيس رابطة الجماهير العراقية المعروف باسم قدوري الذي التقته "الوطن" في حديث يتذكر فيه كثير من المواقف عبر التاريخ الطويل الذي بدأه مع أسود الرافدين منذ أن كان عمره 16 عاماً وحتى اليوم في كأس أمم آسيا بالدوحة. منذ متى وأنت تشجع أسود الرافدين ضمن رابطة المنتخب رسميا؟ منذ عام 1963 أيام عمالقة الكرة العراقية جبار رشد وجمالي وعابد كاظم ثم عصر فلاح حسن وحسين سعيد ورعد حمودي إلى جيل عدنان درجال وأحمد راضي وحتى اليوم وأنا لا أفارق المنتخب العراقي في مشاركاته وأرافقه بشكل مستمر. كم كان عمرك عندما بدأت تؤازر المنتخب في رابطة مشجعيه؟ كان عمري وقتها 16 سنة ورافقت المنتخب في جميع بطولات الخليج التي شارك فيها حتى "خليجي 20" التي أقيمت بعدن حيث أكملت هناك 65 عاماً من عمري. متى توليت قيادة رابطة الجمهور العراقي؟ توليتها عام 1970 رسمياً, وأتذكر قيادتي لرابطة المشجعين مع المنتخب العراقي العسكري في بطولة العالم العسكرية في الكويت التي حقق فيها المنتخب العراقي اللقب أمام نظيره الكويتي. ما طبيعة دورك في الرابطة؟ أقود الجماهير العراقية في المدرجات بصوتي, ودون أي مكبرات, وبصوت يعرفه كل العراقيين الذين يتواجدون في الملعب. وهل يكون صوتك مسموعاً دون الاستعانة بالمكبر؟ صوتي يسمعه 60 ألف متفرج حتى وإن تقدم بي العمر. من الذي يتكفل بحضورك وتنقلاتك بين الدول لمساندة المنتخب العراقي؟ في الغالب أنا الذي أتكفل بها وأحضر على حسابي الخاص مع زميلي مهدي، ففي نهائيات كأس الأمم الآسيوية الماضية التي أقيمت مباراتها النهائية في ماليزيا وكسبها أسود الرافدين أمام المنتخب السعودي بهدف يونس محمود، سافرت إليها بعد أن بعت سيارتي الخاصة، كوني لا أملك المال الذي يؤمن لي قيمة تذاكر السفر إلى هناك والعودة إلى بغداد. وماذا فعلت بعد العودة إلى بغداد بعد أن حقق المنتخب العراقي اللقب؟ بعد العودة كرمني رئيس الدولة نوري المالكي مع زميلي مهدي بمكافأة مالية بلغت 10 ملايين درهم عراقي لكل منا. أي الروابط التشجيعية للمنتخبات تستهويك كثيراً؟ تستهويني رابطة المنتخب السعودي بقيادة صالح القرني حالياً وعاطي الموركي سابقاً, وفي الإمارات رابطة خالد الحرية, وفي الكويت رابطة حسين الطيره. وأقترح أن تتوحد الروابط العربية والخليجية هنا في قطر لمؤازرة المنتخبات التي تواجه تلك غير العربية. ما هي المواقف التي لا تنساها؟ لا أنسى وقفة الأمير فيصل بن فهد يرحمه الله معي عام 1981، حينما استوقفته أثناء مشاركة المنتخب السعودي في مناسبة رياضية. فعندما كان يقوم بتكريم عدد من المشاركين في البطولة طلبت منه أن يشملني بالتكريم فرد علي بابتسامة قائلاً "قدوري تدلل عقالي لك" فرددت عليه "عقالك لك يا طويل العمر"، فكرمني آنذاك بهدية عينية ثمينة. كما أتذكر موقفا آخر من قائد المنتخب السعودي المعتزل صالح النعيمة الذي أهداني حذاءه الكروي بعد إحدى مشاركاته الخليجية مع المنتخب السعودي. ومن المواقف الحزينة التي لا أنساها هو عندما تم منعي من الخروج لمساندة منتخب العراق في عهد النظام السابق الذي أعادني إلى بغداد من حدود إحدى الدول العربية.