لم يجد مدير عام التربية والتعليم بالمدينةالمنورة الدكتور سعود الزهراني خلال لقاء الأسرة الإعلامية والمهتمين بالشأن التربوي، والذي عقد تحت عنوان "شركاء المسؤولية" أول من أمس في فندق "المدينة هارموني" وسيلة لكبح جماح أسئلة الصحفيين سوى أن يقول لهم "إذا كنتم رجالا فانشروا أي قضية أمنية تمر عليكم، كما تفعلون بالتعليم، أو بأخبار التعليم" في إشارة منه إلى أن كثيرا مما ينشر في التعليم لا يتجاوز القضايا الفردية إذا ما قيست بمجتمع التعليم الكبير، والذي يتجاوز 21 ألف معلم ومعلمة و350 ألف طالب بمنطقة المدينةالمنورة. ودفع ذلك أحد الإعلاميين المشاركين إلى الرد- من منطلق الشفافية- على مدير التربية والتعليم متسائلا " هل تملك الجرأة على نقد وزير التربية والتعليم؟"، الأمر الذي جعل الدكتور الزهراني يسحب قوله أمام الإعلاميين، مؤكدا أنه لم يقصد الإساءة، وإنما أراد فقط إيضاح أنه من المهم أن يكون للصحفيين طريق في إصلاح التعليم لا التركيز على إثارة قضايا فردية. وردا على إحدى المداخلات، نفى الزهراني وجود تباين في أعداد الطلاب داخل الفصول، مشيرا إلى أنه يرحب بأي ملاحظة ترد حول هذا الموضوع، وأنه لا يسمح بوجود مثل هذا التكدس داخل المدارس، أو التمييز بين أعداد الطلاب في الفصول بين مدرسة وأخرى. وركزت مداخلة الكاتب عبدالله الجميلي على أن ما عُرض من خطط وبرامج مستقبلية طموحة خلال اللقاء لا يعدو كونه حبرا على ورق، مشيراً إلى أنه ليست هناك أدوات للتنفيذ. وتساءل الجميلي: هل الخطط مرتبطة بمشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم، أو منفصلة عنه؟. وهل ما طرحه مدير عام التربية والتعليم واقع مثالي للمدارس، أم إنه نسج من الخيال أو إنه مغيب عما يعيشه الوسط التعليمي في المدينة؟ وطالب بعض المشاركين مدير عام التربية والتعليم بالاستفادة من الإعلاميين التربويين المنتسبين للصحف المحلية من خلال استقطابهم للعمل داخل إدارة الإعلام التربوي بتعليم المدينة، وذلك لتسهيل إجراءات الرد، والتي تجد إعاقة كبيرة عند التواصل مع الصحف. وأشار الزهراني إلى أن هدف التعليم المستقبلي يركز على نقل أجيال المستقبل إلى مجتمع معرفي، وذلك من خلال شراكة متبادلة بين كل المجتمعات للتعايش مع المستقبل بحيث تكون المدرسة فاعلة متعلمة جاذبة، وشريكة للمجتمع. وبين أن الإنتاج الإعلامي ليس حكرا على من يعمل في وسائل الإعلام حيث إنه يعتبر هواية ومهارة، لابد للطالب من تعلمها، مناشدا وسائل الإعلام التربوي الترفق والعودة للمصدر للتحقق من أي خبر ينشر. وصاحب اللقاء عرض مرئي كشف عن أهداف التعليم، وما تسعى وزارة التربية والتعليم لتطبيقه وتوسيعه كمشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم، ومشروع الرياضيات والعلوم الطبيعية والمشروع الشامل لتطوير المناهج، وكذلك مشروع المقررات بالمرحلة الثانوية، وتطوير مناهج اللغة الإنجليزية، ومشروع القائد المشرف.