أكد حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان أن الاستفتاء على تقرير مصير جنوب البلاد "نزيه بدرجة كبيرة" وأنه سيقبل بنتيجته المرجحة وهي الانفصال. وقال أمين الحزب للعلاقات السياسية إبراهيم غندور في مقابلة أمس إن "المؤتمر الوطني" راض عن العملية وإن الحزب كما أعلن الرئيس عمر حسن البشير سيحترم نتيجة الاستفتاء والتي قال إنها ستكون في الغالب لصالح الانفصال. وأضاف أن الاستفتاء نزيه بدرجة كبيرة رغم بعض التقارير التي تحدثت عن عمليات ترويع تعرض لها أنصار الوحدة في مناطق نائية من ولايات بحر الغزال. لكنه استطرد قائلا إن عملية الاستفتاء تجري حتى الآن بسلاسة وبشكل سلمي للغاية. وعبر عن اعتقاده أنها ستفي بالمعايير الدولية. لكنه قال إنه يجب الانتظار إلى حين الاطلاع على التقرير النهائي لمراقبي الخرطوم وأيضا المراقبين الدوليين. وتابع غندور أنه في حالة حدوث الانفصال سيكون الشمال مستعدا لدعم الدولة الجديدة وأن أهل الشمال يتطلعون لإقامة علاقات أخوة مع الجنوبيين. وقال إن حزب المؤتمر الوطني غير لهجته لأنه قبل بالانفصال باعتباره النتيجة المرجحة. وأضاف أن السودان الآن مقبل على نهاية العملية وأن الخرطوم تعرف النتيجة المرجحة وبالتالي يجب أن يكون الحديث الآن عن النتيجة. وتابع قائلا إن هناك مزيجا من الحزن والتفاؤل بالمستقبل. وقال إن أعضاء حزب المؤتمر سيحزنون بشدة اذا فقدوا جزءا من بلادهم لكنهم سيشعرون بالرضا لأنهم نفذوا التزاما هو اتفاق السلام الشامل لعام 2005. وقال غندور إن وعود الشمال بقبول نتيجة الاستفتاء لا علاقة لها بتقديم الولاياتالمتحدة حوافز. وكانت واشنطن قد عرضت تخفيف عقوبات إذا أجرت الخرطوم الاستفتاء بسلام وسوت الصراع الدائر في دارفور. ومن شأن أقوى تصريحات تصالحية حتى الآن من جانب قيادي في الحزب الحاكم أن تهدئ المخاوف من أن يحاول الشمال تعطيل الاستفتاء. كما قد تقلل من خطر العودة إلى الصراع الشامل بين الشمال والجنوب بعد الاستفتاء. وواصل الجنوبيون أمس الإدلاء بأصواتهم في اليوم قبل الأخير من الاستفتاء الذي يستمر أسبوعا. وفي سياق متصل قال نائب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في السودان، جاسبير ليدر، إن على الشعب السوداني الدخول إلى عصر التنمية وطي صفحة الحرب باعتبارها شيئا من الماضي وذلك من خلال قبولهم بنتائج الاستفتاء على تقرير مصير الجنوب. وأضاف ليدر الذي يقوم بجولة حاليا في غرب الاستوائية جنوب السودان لتفقد عملية التصويت، إن بعثة الأممالمتحدة ملتزمة بضمان تنفيذ اتفاق السلام الشامل ودعم التنمية في المنطقة.