أوضحت أخصائية العلاج العيادي بالفن التشكيلي نورس السبيعي ل«الوطن»، أن هذا النوع من العلاج لا يزال يواجه عقبات متعددة وغير معتمد إلا في مدينتين طبيتين ومستشفى واحد فقط، وهي مدينة الملك فهد الطبية، ومدينة سلطان الإنسانية ومستشفى الأمير محمد بن عبدالعزيز، كاشفة أن هناك قلة في المعالجين، الأمر الذي يجعل من تطور العلاج العيادي بالفن التشكيلي أمرا معقدا حتى الآن. العلاج بالفن التشكيلي تقول نورس إنه علاج نفسي سلوكي لا دوائي، ومن خلاله يقرأ المعالج الإسقاطات التعبيرية للرسومات فيحللها، مبينة أن العلاج يعتبر من أشكال العلاج التعبيري الذي يستخدم العملية الإبداعية لتحسين الصحة النفسية والعاطفية والسلوكية، كما يتم من خلاله اكتشاف حالات الاغتصاب واضطراب العاطفة ثنائي القطب والرغبة في الانتحار. المشاكل السلوكية عن المشاكل السلوكية وكيفية علاجها، ذكرت السبيعي أن العلاج بالفن يساعد في حل اضطراب العاطفة الثنائي القطب، وخفض مستوى القلق ورفع الثقة بالنفس. أما فيما يتعلق بالحالات التي أثبت العلاج بالفن فعاليته فيها، قالت إنها كثيرة وسجلت منها: حالات الاكتئاب، والقلق، والصدمات، وحزن الفقد، وإدارة الغضب، وتعديل السلوك، والفوبيا، والوسواس، وفقدان الشهية، والزهايمر. جلسات علاجية من بين الحالات العالقة في ذهن السبيعي حالة لسيدة تبلغ 74 عاما تلقت العلاج بمستشفى «مارجريت» في مدينة نيويورك الأميركية، مشيرة إلى أنها قابلت السيدة، ولمدة 7 أيام كانت تتردد عليها وتتبادل معها التحايا والعبارات الإيجابية مع عبارات التشجيع التي تهديها لها. وأضافت: بدأت الجلسة وقمت بتجهيز الأدوات التي تناسبها، وأحضرت الأدوات واختارت اللون الأزرق، بل أصرت عليه، وبدأت ترسم الورود، وسألتها: أين الفراشات الملونة فهي تزين الزهور، فلا توجد زهور دونما فراشات، وبعد نقاش استجابت ورسمت فراشة يتيمة باهتة بدون ألوان، قلت لها إن هذه الفراشة لك وحدك، ويحق لي رسم فراشة لي حتى تؤنس وحدة فراشتك، وقبلت بالأمر، كذلك أقنعتها برسم فراشة ثالثة للعب، وبدأت ترسم فراشة رابعة، ومن ثم عادت للفراشة التي بدون ألوان ولونتها باللون الأصفر، وعللت ذلك بقولها: لا أحد يراها بدون لون. وفسرت السبيعي طبيعة الحالة بقولها: طبعا لم أوضح التحليل الإكلينيكي بالبداية، ولكن هناك تغيير يلاحظ في نهاية الجلسة، وهو الزيادة في عدد الفراشات، فالفراشة الثانية وأختها بألوان بدأت تخفف عندها من حالة الوحدة، واللون الأصفر يدل على البهجة والسرور.
اضطراب العاطفة ثنائي القطب تابعت السبيعي الحالة بقولها إن المريضة تعاني مما يعرف بمرض اضطراب العاطفة ثنائي القطب، وحللت ذلك بقولها إن المريضة اختارت اللون الأزرق، وهو دليل على مرورها بفترة من الاكتئاب، وإدخالي الفراشات الملونة الأخرى كان بهدف إدخال السرور والبهجة على قلبها، أما اختيارها فراشة واحدة فيدل على شعورها بالوحدة وعدم الاهتمام من قبل المحيطين بها. وتابعت: وقفت على حالتها وبالفعل هي وحيدة وليس لديها أبناء، ولكن لديها أربعة إخوة وأخت باغتهم الموت الواحد تلو الآخر.
مستشفى مارجريت عملت السبيعي ضمن طاقم مستشفى «مارجريت»، وقالت إن أجمل ما يميز العمل هو الشعور بالإيجابية والعطاء ورؤية نتائج العمل المضني، فأعمار من كنا نتعامل معهم بالعلاج بالفن التشكيلي بين 70 و90 مريضا يعانون مرض الزهايمر (الخرف)، ورؤية معاناتهم اليومية تجعلنا نبذل الجهد المضاعف لرسم الفرحة على وجوههم. كما عملت أخصائية العلاج العيادي بالفن التشكيلي في مستشفى VA NY، وهو مستشفى خاص بالجيش الأميركي، وقالت عن هذه التجربة إنهم كانوا يتعاملون مع أفراد الجيش الأميركي الذين شاركوا في عدد من الحروب، وكان العلاج يستهدف الصور والمشاهد التي بقيت في عقول هؤلاء بسبب الحروب، وكان كثير منهم يعانون فكرة الرغبة في الانتحار.
العلاج بالفن التشكيلي - علاج نفسي سلوكي لا دوائي يقرأ الإسقاطات التعبيرية لرسومات المريض ويحللها - يستخدم لتحسين الصحة النفسية والعاطفية والسلوكية - يكتشف حالات الاغتصاب واضطراب العاطفة ثنائي القطب والرغبة في الانتحار - يخفض مستوى القلق ويرفع الثقة بالنفس
العلاج معتمد في 3 منشآت بالرياض 01 مدينة الملك فهد الطبية 02 مدينة سلطان الإنسانية 03 مستشفى الأمير محمد بن عبدالعزيز
اضطرابات يسهم العلاج في تخفيف أعراضها الاكتئاب الصدمات حزن الفقد إدارة الغضب تعديل السلوك الفوبيا الوسواس فقدان الشهية الزهايمر (الخرف)