الفقر وضعف الحال اضطر أهالي قرى عياش بجازان لاستئجار السيارات المكشوفة والمخصصة لنقل الأعلاف لتقوم بمهمة النقل المدرسي للطلاب والطالبات، وسط مطالب بمساواتهم بالعديد من محافظات المنطقة التي تتوفر فيها وسائل النقل الآمنة والمخصصة للنقل المدرسي، وأعربوا عن مخاوفهم من الحوادث التي قد تقع لأبنائهم أثناء تنقلاتهم إلى مدارسهم. وبين شيخ شمل قرى عياش جبران إبراهيم عياشي، حجم المعاناة التي يعيشها أهالي القرى من عدم توفر وسيلة نقل مدرسي مناسبة تحد من معاناة أبنائهم وبناتهم. مشيرا إلى أن أغلب الأسر تعتمد على الضمان الاجتماعي وليس بمقدورها توفير قيمة النقل المدرسي اللائق. لافتا إلى أن الطلاب والطالبات يستقلون سيارات خاصة بنقل الأعلاف أثناء ذهابهم لمدارسهم وعودتهم منها مرورا بثلاثة أودية، مما يشكل خطورة كبيرة عليهم. فيما طالب حسن عياشي، المسؤولين بوزارة التربية والتعليم بتشكيل لجنة للوقوف على حجم المعاناة التي يعيشها أبناؤهم مع النقل المدرسي وما يتعرضون له أثناء تكدسهم في سيارات النقل الخاصة. بدوره أشار حسن حمد المقري، أحد سكان قرية المقارية، إلى أن ابنه أصيب بصداع مزمن بسبب وقوفه المتكرر تحت لهيب الشمس في انتظار سيارة تقله إلى منزله، فيما قال إبراهيم المقري: إن موقع مدرسة دحيقة التي يدرس بها أبناؤه على الطريق العام يشكل خطورة كبيرة عليهم. وأكد مدير مدرسة عياشة الابتدائية محمد علي عياشي، أن القرى بحاجة ماسة إلى وسائل نقل لطلاب قرى عياش تحد من تأخرهم عن بداية اليوم الدراسي الذي سبب هاجسا كبيرا لإدارة المدرسة، مبينا أن أغلب الطلاب يأتون إلى المدرسة سيرا على الأقدام. من جانبه أوضح مدير خدمات الطلاب بإدارة التربية والتعليم بجازان إبراهيم العقيلي، في تصريح صحفي، أنه تم تأمين وسيلة نقل لقرى عياش ولا يعلم شيئا عن معاناتهم مع النقل المدرسي. مبينا أنه يجب على سكان قرى عياش مراجعة الإدارة للتأكد من صحة عدم وجود وسيلة نقل مدرسي لطلاب وطالبات تلك القرى. وبين العقيلي في رد على سؤال عن سبب عدم توفر وسائل نقل بعدد من قرى المنطقة وبالتحديد قريتي "المقارية والعقارية"، أن هناك شروطا حددتها الوزارة لا تنطبق على تلك القرى تتمثل في بعد المدرسة خمسة كيلومترات عن سكن الطالب أو الطالبة. إلى ذلك، أوضح مدير وحدة الإعلام التربوي بتعليم جازان محمد الرياني أنه بعد توجيه الوزارة بمنع نقل الطلاب والطالبات في الشاصات وسيارات النقل المكشوفة "الوانيت" حرصت الإدارة على التعاقد مع إحدى شركات النقل لتوفير وسائل النقل الآمنة للحد من النقل في السيارات المكشوفة. مشيرا إلى أن توفير تلك السيارات المكشوفة كان باجتهاد من قبل أولياء الأمور ولم يكن للإدارة دور فيها. وبين الرياني أن عدد الطلاب والطالبات بإدارة تعليم جازان 141 ألفا يتم نقل 18 ألفا بنسبة 11% وبواقع 12000 طالبة و6000 طالب، مبينا أن طلبات أولياء الأمور بالمنطقة بلغت 60% بهدف توفير وسائل النقل المدرسي وأن قرى عياش ضمن القرى المدرجة في بيان تلك الطلبات.