أكد المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) الدكتور محمد بن عاشور ثقته في أن السعودية ستكون ضمن الصفوف الأمامية في مجالات الجودة في التعليم والمحافظة على التراث في المستقبل القريب، عطفاً على ما تنفذه حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود من مشروعات عملاقة وبرامج رائدة في هذه المجالات. وقال في تصريح بعد زيارة للمملكة "إن المتأمل للمشهد الثقافي في المملكة يشعر بحرص واهتمام المسؤولين هناك بتطبيق معايير الجودة والتميز والإبداع في جميع المجالات وبخاصة في التعليم والثقافة والمحافظة على التراث الأثري والتاريخي". وثمن عاليا الدعم الذي تحظى به المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم من حكومة خادم الحرمين الشريفين والاهتمام الذي يوليه وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد، ووزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة لبرامج المنظمة ونشاطاتها. وأفاد أن زيارته للمملكة خلال الأيام الماضية كانت على درجة كبيرة من الأهمية، حيث حضر خلالها المؤتمر الدولي الأول للجودة الشاملة في التعليم العام، مبديا إعجابه بالتطور الذي حققته المملكة في مجالي التربية والثقافة في فترة زمنية قصيرة، مشيداً بحرص وزير التربية والتعليم على تعزيز ثقافة الجودة الشاملة في التعليم والاستفادة من التجارب الناجحة على صعيد أفضل الممارسات في جودة التعليم، مشيرا إلى أن المملكة تتميز بوجود كوادر ومثقفين يعتزون بجذورهم الإسلامية والعربية ويتفاعلون مع الحراك الثقافي في العالم. وعد ابن عاشور المتحف الوطني المقام في مركز الملك عبدالعزيز التاريخي في الرياض صرحاً شامخاً للثقافة العربية قياساٍ على قدرته الفائقة في قراءة تاريخ الجزيرة العربية منذ استيطان البشر تلك المنطقة وحتى العصر الحديث عبر ثماني قاعات تتحدث كل واحدة منها عن حقبة زمنية من العصور البشرية الأقدم وحتى العصور الحديثة. وأوضح أن منظمة الألكسو أوجدت طريقة تسهل آلية لتنسيق وتنفيذ برامجها لتطوير التعليم في الوطن العربي عن طريق ربط المرصد العربي للتربية الموجود في المنظمة بالمراصد الوطنية المنتشرة في جميع الدول الأعضاء إلى جانب فتح قنوات اتصال وشراكة مع منظمات وهيئات ذات خبرة في مجال التعليم. ووصف الجهود العربية على صعيد محو الأمية وتعليم الكبار بأنها جبارة، لكنه رأى أن المعضلة التي تواجه العالم، وليس الدول العربية فقط، هي كيفية إيجاد طريقة ناجحة للجمع بين التعليم للجميع والجودة في التعليم. وأبدى اطمئنانه لمستقبل الثقافة العربية في ظل تنامي الوعي الشامل عند المجتمعات العربية بأهمية المعرفة في مجالات العلم والجودة والبحث العلمي علاوة على اهتمام أصحاب القرار بهذا الجانب. وأكد سعي منظمة الألكسو إلى نشر قيم التسامح والاعتدال والوسطية والحوار مع الآخر عبر مؤلفاتها وندواتها الفكرية وملتقياتها الثقافية وموقعها الإلكتروني، مشيرا إلى أن المنظمة تعمل وفق خطط تحدد برامجها وأولويات نشاطها. وكشف أن معرض باريس للغات اختار اللغة العربية ضيف شرف في دورته المقبلة التي تنطلق مطلع فبراير المقبل، لافتا إلى أن منظمة الألكسو ستسعى من خلال هذه المشاركة إلى تعريف الفرنسيين بدور اللغة العربية في الحضارة الإنسانية من خلال تنظيم ملتقيات وندوات في جناحها المقام على مساحة 200 متر مربع.