وسط اهتمام إقليمي ودولي لافت، بدأ ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، زيارته للقاهرة أمس، ضمن أول جولة خارجية له منذ توليه ولاية العهد، فيما جاءت حفاوة الاستقبال على المستويين الرسمي والشعبي، لتؤكد المكانة الكبيرة للمملكة العربية السعودية لدى مصر، وعمق العلاقات التاريخية بين البلدين. وكانت سلطات مطار القاهرة الدولي، قد زينت الطرق المؤدية من وإلى مطار القاهرة بأعلام مصر والسعودية، تزامنا مع وصول ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى القاهرة أمس، في زيارة تستغرق 3 أيام يلتقي خلالها الرئيس عبدالفتاح السيسي وكبار رجال الدولة لبحث التعاون في المجالات المشتركة بين البلدين. بيان الديوان الملكي كان الديوان الملكي قد أصدر بيانا أمس، جاء فيه: «بناء على توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، غادر -بحفظ الله- ورعايته صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع أمس لزيارة جمهورية مصر العربية، وذلك استجابة للدعوة المقدمة لسموه من رئيس جمهورية مصر العربية، يلتقي خلالها بفخامته، وعددا من المسؤولين لبحث العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك. ترحيب مصري رحبت رئاسة الجمهورية المصرية، في بيان لها بزيارة ولى العهد إلى مصر، مؤكدة «أنه سيحل ضيفا عزيزا على وطنه الثاني مصر»، وذلك تأكيدا على أزلية وعمق وقوة العلاقات التي تربطهما، حيث تعد كل من مصر والسعودية امتدادا طبيعيا للآخر من الناحية التاريخية والبشرية والسياسية، حيث إن زيارة الأمير محمد بن سلمان، تستهدف تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، فضلا عن تعزيز علاقات الأخوة والصداقة التي تجمع البلدين والشعبين الشقيقين، إضافة إلى تنسيق المواقف تجاه عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وبحسب المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية السفير بسام راضي، فإن الزيارة ستتضمن عددا من الزيارات الميدانية للمناطق التي تشهد تنمية في مصر، وستشهد عددا من المباحثات الثنائية، مشيرا إلى أن المملكة تضم أكبر عدد من المستثمرين في المنطقة، وهي أيضا أكبر دولة عربية تستقبل عمالة من الخارج. تحقيق الأمن والسلام يأتي اختيار ولي العهد لمصر لتكون أولى محطاته الخارجية ليؤكد على أن البلدين الشقيقين هما قطبا العلاقات والتفاعلات في النظام الإقليمي العربي، وقادرين على تحقيق الأمن والسلام في المنطقة ومواجهة التحديات. ويعد لقاء ولي العهد بالرئيس عبدالفتاح السيسي استمرارا للتنسيق والتعاون بين البلدين، ومن المقرر أن يتناول اللقاء أبرز القضايا الإقليمية الراهنة. وتستبق الزيارة زيارتي ولي العهد للندن وواشنطن، وتأتي قبل أسابيع من القمة العربية في الرياض نهاية الشهر الجاري. وسيسهم التعاون المصري السعودي إزاء التحديات المشتركة من وجهة نظر كثيرين في بلورة تصور لمستقبل المنطقة خلال المرحلة المقبلة. ملفات ساخنة بحسب مراقبين، فإن العلاقة الإستراتيجية بين الرياضوالقاهرة كانت وستظل أساسا وضمانا للاستقرار في منطقة تموج بالاضطرابات، مشيرين إلى أن لقاء ولي العهد والرئيس المصري سيبحث عددا من الملفات الساخنة، من بينها ملف المقاطعة مع قطر، وموضوع مكافحة الإرهاب وتوحيد الجهود للقضاء عليه بكل الصور، كما ستأتي القضية الفلسطينية في قلب السياسات والتوجهات المصرية السعودية، إضافة إلى مناقشة موضوع كيفية تحجيم أيدي إيران عن العبث بأمن المنطقة العربية والتدخل في الشؤون الداخلية لدولها. ولفت المراقبون إلى أن من بين الملفات أيضا بحث الجهود لاستعادة الشرعية وتحقيق الاستقرار في اليمن إلى جانب، بحث مستجدات الأوضاع السياسية في سورية ولبنان والعراق وليبيا، علاوة على سبل تعزيز أواصر التضامن العربي قبل القمة العربية في الرياض. 5 زيارات للأمير محمد بن سلمان لمصر خلال 3 سنوات سجلت زيارة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، الأمير محمد بن سلمان، لمصر الحالية، الخامسة له خلال نحو 3 أعوام، حيث سبقها أربع زيارات قبل توليه منصب ولي العهد، شملت ما يلي: 01- أبريل 2015: لإجراء مباحثات مع وزير الدفاع المصري الفريق أول صدقي صبحي 02- يوليو 2015: الاتفاق على آليات تنفيذية عرفت ب«إعلان القاهرة» 03- ديسمبر 2015 جاء لإطلاق ومتابعة أعمال المجلس التنسيقي الثاني لإعلان القاهرة 04- أبريل 2016: توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم أهمها إنشاء منطقة تجارة حرة في سيناء 05- مارس 2018: ولي العهد يبدأ زيارة لمصر تستغرق 3 أيام مشاهدة عرض مسرحي بدار الأوبرا يشهد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، خلال زيارته الحالية للقاهرة، العرض المرسحي «سلم نفسك» بدار الأوبرا المصرية، وذلك بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي وكبار المسؤولين في البلدين. وقالت مصادر مطلعة إن مسرحية «سلم نفسك» هي عمل إبداعي متكامل، ونموذج ملهم في الإتقان وتوظيف الطاقات، مشيرة إلى أن نهضة المجتمعات سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، لا يمكن أن تنعزل عن البيئة الثقافية والإبداعية، التي توفر المناخ الملائم للتعايش السلمي، وقبول الآخر، واحترام الإنسانية، والهدف من التنوع البشري والإيديولوجي. الأزهر والكاتدرائية يتصدران برنامج الزيارة يتضمن برنامج زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لمصر، زيارة الأزهر الشريف، والكاتدرائية المرقسية بالعباسية، ولقاء بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية البابا تواضروس الثاني، اليوم. وكان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، قد التقى البابا تواضروس الثاني، العام قبل الماضي، أثناء زيارة الأخير للقاهرة، بمقر إقامته في أحد الفنادق. كما يزور ولي العهد، اليوم، الأزهر الشريف، حيث يلتقي شيخ الأزهر الشريف، الدكتور أحمد الطيب، للاحتفال بانتهاء أعمال ترميم الجامع الأزهر، التي استمرت نحو عامين برعاية المملكة العربية السعودية. وتعد عملية الترميم هي الأكبر في تاريخ الجامع الأزهر الشريف، وتهدف إلى إعادته كأثر بعد عملية ترميم خاطئة أدت إلى خروجه من منظمة اليونسكو. وانتهت الشركة المنفذة من تركيب بلاط صحن الجامع الأزهر، وهو نفس البلاط المستخدم في الحرم المكي الشريف والمسجد النبوي الشريف، كما تم وضع قبة على موضع استكشاف صهريج المياه تحت الجامع ليكون مزارا بعد اكتشافه خلال عملية الترميم. وكان خادم الحرمين الشريفين قد زار في أبريل 2016 الجامع الأزهر الشريف، ووضع حجر الأساس لمدينة البعوث الجديدة، التي يقيم بها الطلاب القادمون للدراسة بالأزهر من مختلف أنحاء العالم.