بحث الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وولي العهد السعودي نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز في القاهرة أمس، العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية، وأكدا مواصلة العمل من أجل التصدي للتدخلات الإقليمية ومحاولات بث الفرقة والتقسيم بين دول المنطقة. وبدأ الأمير محمد بن سلمان أمس زيارة إلى القاهرة تستمر 3 أيام، ورافق سرب من المقاتلات الحربية طائرة ولي العهد منذ دخولها الأجواء المصرية. وكان الرئيس عبدالفتاح السيسي في مقدم مستقبلي ولي العهد في مطار القاهرة الدولي، واصطحبه إلى قصر الاتحادية الرئاسي لعقد جلسة محادثات. وتزينت شوارع القاهرة بأعلام مصر والسعودية. واختار الأمير محمد بن سلمان أن تكون القاهرة أولى محطاته الخارجية منذ تنصيبه ولياً للعهد في تموز (يوليو) الماضي، في زيارة تستمر 3 أيام، ما يعكس عمق وتميّز العلاقات بين البلدين. وقال الناطق باسم الرئاسة المصرية السفير بسام راضي في بيان، إن الرئيس وولي العهد عقدا لقاء ثنائياً تلته جلسة محادثات موسعة ضمت وفدي البلدين. ورحب الرئيس بولي العهد السعودي بمناسبة قيامه بأول زيارة رسمية لمصر منذ توليه ولاية العهد في المملكة، معرباً عما تكنه مصر قيادةً وشعباً من تقدير ومودة لخادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز والمملكة العربية السعودية، في ضوء العلاقات والروابط التاريخية التي تجمع بين البلدين الشقيقين. كما أكد حرص مصر على الارتقاء بمستوى التعاون الثنائي مع السعودية في مختلف المجالات، انعكاساً لمستوى العلاقة الاستراتيجية المتميزة بين الدولتين، مشيراً إلى التوقيت الهام والدقيق لزيارة ولي العهد لمصر في ضوء التحديات الكبيرة التي تشهدها حالياً منطقة الشرق الأوسط، الأمر الذي يفرض التنسيق المتبادل بين مصر والسعودية. وأضاف الناطق الرسمي أن الأمير محمد بن سلمان نقل إلى الرئيس تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، مؤكداً حرصه على القيام بزيارته الخارجية الأولى منذ توليه ولاية العهد إلى مصر في ضوء عمق وقوة العلاقات الوثيقة التي تربط مصر والسعودية وما يجمعهما من تاريخ مشترك ومصير واحد. كما أكد ولي العهد تطلعه لأن تُضيف هذه الزيارة زخماً إلى العلاقات الاستراتيجية التي تجمع بين البلدين الشقيقين على المستويين الرسمي والشعبي، وأن تدعم أواصر التعاون الثنائي في جميع المجالات بما يساهم في تعزيز وحدة الصف والعمل العربي والإسلامي المشترك في مواجهة مختلف الأخطار التي تتعرض لها الأمة في الوقت الراهن. وذكر السفير بسام راضي أنه تم خلال اللقاء التباحث حول سبل تعزيز مختلف جوانب العلاقات الثنائية بين البلدين، لا سيما الاقتصادية والاستثمارية، وتدشين المزيد من المشروعات المشتركة في ضوء ما يتوافر في البلدين من فرص استثمارية واعدة، خصوصاً في مجال الاستثمار السياحي في منطقة البحر الأحمر لتعظيم الاستفادة من الإمكانات والمقومات السياحية الكبيرة لتلك المنطقة. كما تمت مناقشة عدد من القضايا الإقليمية الراهنة، إذ عكست المناقشات تفاهماً متبادلاً بين الجانبين إزاء مختلف الملفات الإقليمية، وتم الاتفاق على الاستمرار في بذل الجهود المشتركة سعياً للتوصل إلى تسويات سياسية للأزمات القائمة بعدد من دول المنطقة بما يُنهي المعاناة الإنسانية الناتجة منها ويحفظ سيادتها وسلامتها الإقليمية ويصون مقدرات شعوبها. كما أكد الجانبان مواصلة العمل معاً من أجل التصدي للتدخلات الإقليمية ومحاولات بث الفرقة والتقسيم بين دول المنطقة، والتوحد كجبهة واحدة لمواجهة الأخطار والتحديات التي تتعرض لها المنطقة العربية، وعلى رأسها الإرهاب والدول الداعمة له، وشدد الرئيس المصري في هذا الإطار على ما يشكله أمن دول الخليج من جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، مؤكداً عدم السماح بالمساس به والتصدي بفعالية لما تتعرض له من تهديدات. وبعد الاستقبال والمحادثات الرسمية اصطحب الرئيس المصري ولي العهد إلى "فندق الماسة"، حيث أقيمت مأدبة عشاء للضيف الكبير والوفد المرافق، وبعدها شهد الرئيس المصري وولي العهد السعودي توقيع اتفاقيات ثنائية في مجالات عدة بين البلدين. ومن المقرر أن يزور الرئيس السيسي والأمير محمد بن سلمان صباح اليوم مدينة الإسماعيلية لتفقد مشاريع تنموية شاركت السعودية في تدشينها، وسيزور ولي العهد اليوم الكاتدرائية المرقسية في حي العباسية في القاهرة ويلتقي بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية تواضروس الثاني، ليصبح أول مسؤول سعودي كبير يزور الكاتدرائية منذ تأسيسها. وسيحضر الأمير محمد بن سلمان مساء اليوم عرضاً مسرحياً في دار الأوبرا المصرية. ويلتقي ولي العهد السعودي غداً رئيس الوزراء شريف إسماعيل، ثم يتفقد ترميمات في مشيخة الأزهر نُفذت بمنحة سعودية، ويلتقي شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، ويختتم برنامج الزيارة بلقاء مع رئيس البرلمان الدكتور علي عبد العال، قبل أن يغادر القاهرة غداً. وفي الرياض، أفاد بيان صادر عن الديوان الملكي السعودي بأنه بناءً على توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، غادر ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز أمس (الأحد) لزيارة جمهورية مصر العربية، وذلك استجابة للدعوة المقدمة له من الرئيس المصري، يلتقي خلالها عدداً من المسؤولين لبحث العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك.