بدأت مباريات غير مفهومة لإظهار الجدارة في معرفة بنود التسوية السعودية السورية من طرفي المعارضة والأكثرية عبر وسائل إعلامية محسوبة على الطرفين، لكن أيا من الأطراف لم يستطع حسم ما تتضمنه التسوية أو ما وصفه البعض الآخر بالتفاهم. وبرزت تحفظات من قبل الأطراف الأساسية خصوصا حزب الله وتيار المستقبل على الإدلاء بأي شيء رسمي باستثناء الإقرار بحصول التسوية والمعول على بلورتها لحين عودة رئيس الحكومة سعد الحريري من نيويورك ليُبنى على الشيء مقتضاه. وروجت وسائل إعلام المعارضة إلى أن التسوية تقضي بأن يرفض الحريري القرار الاتهامي فيما يتولى حزب الله تثبيت الحكومة وتسهيل عملها والتغاضي عن 11 مليار دولار تطالب المعارضة بمعرفة كيفية صرفها بالإضافة إلى التخلي عن استدعاء المقربين من الحريري إلى القضاء السوري وشطب ملف شهود الزور. وفيما بقيت هذه المعلومات في إطار التكهنات، قالت مصادر مقربة من تيار المستقبل ل "الوطن" إن التسوية التي تحدث عنها الحريري هي تسوية حفظ أمن واستقرار لبنان إذا أقر الطرف الآخر، أي حزب الله، بما هو مطلوب منه على غرار ما قدمه الحريري وعلى فترات عديدة من دون أن يلقى يدا تمتد إليه حتى ولو في منتصف الطريق. وحول مسعى الحريري لرفض القرار الظني قالت مصادر إن ثبوت التلاعب بالقرار الظني لا يمكن الاطلاع عليه إلا في حال صدوره عن المحكمة وبالتالي فإن تيار المستقبل والأكثرية سترفض أي تسييس أو تلاعب من أي مصدر. ونقل المؤتمر الشعبي اللبناني في بيان عن السفير السعودي في لبنان علي عواض العسيري إثر زيارة رئيسه كمال شاتيلا للسفارة تأكيد عسيري "تمسك المملكة بدورها الوفاقي والمساعي السعودية السورية المشتركة العاملة بقوة لتدعيم السلم الأهلي، وإبعاد لبنان عن المخاطر، ومعالجة المشاكل بين اللبنانيين بروحية الحوار والتفاهم". وأكد أن "خادم الحرمين يتابع يوميا اهتمامه الخاص بلبنان، ويحرص كل الحرص على سلامته وإيصاله إلى بر الأمان، مبديا تفاؤله بمستقبل لبنان".