زوجات يعملن، أزواج يستمتعون بإنفاق زوجاتهم عليهم، بل يبحث البعض عن الزوجة العاملة التي تزيد فرصة زواجها عن المرأة غير العاملة، طمعا في راتبها، فظاهرهن موظفات، محسودات على الوظيفة، لكن ما خفي خلف جدران البيوت المغلقة يشي بالكثير من المشاكل التي تتعرض لها الزوجات من قبل أزواجهن بالإجبار على الإنفاق وتسديد فواتير الأزواج، وقصصهن كثيرة. نماذج الزوجات المجبورات على الإنفاق كثيرة، أم عثمان التي تعمل مدرسة في إحدى مدارس الرياض، نموذج ضمن المجبورات على الإنفاق، لكن زوجها يحتال عليها إذ إنه حسب قولها لا يطلب منها بشكل مباشر، لكنه يأخذ قروضا بنكية، ويتركها لها لتسددها ويصدر بطاقات فيزا، ويستهلكها ثم يخبرها لكي تسددها هي أو يهددها بأنه سيضطر إلى الدخول في دائرة الربا من فوائد تلك البطاقات، وتقول أم عثمان: "إنني لا أرضى أن يدخل بيتي مال حرام أبدا أو نتعامل به بأي شكل من الأشكال، ولا أجد أمامي إلا الاستسلام أمام هذه الحالات التي أقف أمامها عاجزة إلا عن الدفع. أم غادة، أيضا نموذج ضمن هذه النماذج المجبورة على الإنفاق، وعن قصتها مع زوجها تقول: "زوجي لم يكن ينظر إلى راتبي أو يطلب مني أي شيء، إلى أن مرَّ بضائقة مالية، وعرضت عليه أن يأخذ مني المبلغ المالي ذات مرة، ويا ليتني ما فعلت، فمنذ ذلك اليوم أصبح دائم الطلب مني، ويجبرني على منح المزيد من المال، وقد يضغط عليَّ ويضايقني حتى أعطيه. وفي طابور المجبورات نفسه تقف أم طارق التي تعمل مدرسة أيضا، لتروي قصتها قائلة: "زوجي يسدد فواتير الهاتف والكهرباء والماء ومقاضي المنزل، أما أنا فأتكفل بالباقي، وقد يترك الكهرباء مفصولة عن البيت لمدة يومين على سبيل الضغط عليَّ لتسديدها أو فاتورة الهاتف، وفي حال لم أسددها قد يضغط عليَّ ويضايقني، وقد يضرب الأبناء في سبيل الضغط عليَّ، وجعلي أسدد أو أعطيه مبلغا ماليا. أم محمد، رضيت الإنفاق على البيت شراكة بينها وبين زوجها، بالاتفاق غير المكتوب بينهما، وتقول عن تجربتها: "أنا متفقة مع زوجي أن يتسلم راتبي كاملاً في كل شهر لينفق على المنزل"، مؤكدة أنه يحتفظ ببطاقة الصراف الخاصة به، وينفق منها، موضحة أن راتب زوجها لا يكفيهم للمعيشة. ازدواجية تؤكد أخصائية اجتماعية في مستشفى الملك خالد الجامعي الدكتورة فادية عبدالواحد أنه من الخطأ أن يكون اعتماد الزوج كلياً على راتب الزوجة، لأنه قد تنشأ اختلافات كثيرة منها اختلاف في طرق صرف الراتب اليومي. مؤكدة أن الأطفال أول المتضررين من إنفاق الزوجة على المنزل. موضحة ذلك بقولها: إن الأطفال ستتكون لديهم ازدواجية في دور الأب؛ فمن المتعارف عليه أن يكون هو العائل، أما عندما تنقلب الأدوار فتتكون لديهم إشكالية في دور القوامة بين الأب والأم. وتوضح عبدالواحد أنه لا بأس في أن تشارك الزوجة في مصاريف بسيطة على العائلة، مضيفة: أنه على الزوجة عدم تعويد الزوج على أن تصرف في كل شيء، حيث تؤكد أن الشباب في هذه الأيام يختار الزوجة ال"موظفة". وتتمنى عبدالواحد أن تشترط الزوجة في عقد نكاحها عدم التدخل في دخلها، لأن المرأة ستفقد الإحساس بالأمان من الزواج، ومع الزوج، كما أن الإنفاق المستمر سيجعل الزوجة تفقد جميع مدخراتها، فيتولد لديها شعور بعدم الأمان والتهديد بالاستغناء عنها. قوامة أشارت عبدالواحد إلى أن الرجال الذين يحبون أن تكون لهم قوامتهم في المنزل لا يرغبون في إنفاق الزوجات على المنزل، وإن مشاركة المرأة أو تدخلها في نفقات المنزل يجعلها مسيطرة في أغلب الأحيان على المنزل، وهذا الأمر يولد اختلالا في الدور بين الأبوين، وسينشأ العديد من الخلافات بينهما.