لا شك أن عماد البناء في المجتمع الإسلامي يرتكز على المرأة المسلمة لهذا فقد برز دورها في بناء دولة الإسلام منذ أن بعث سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. إلا أن بعض العادات والتقاليد البعيدة كل البعد عن تعاليم ديننا الحنيف جعلت البعض من المجتمع ينظر للمرأة بنظرة دونية متجاهلا أبسط حقوقها لهذا وجب تقديم الاعتذار عما قد يسببه بعض أفراد مجتمعنا. فعذرا لأنك لن تذهبي للحج والعمرة إلا وقد تم هدم البيت الحرام وأعيد بناؤه بوضع يمنع الاختلاط فيه وهذا ما لم نسمعه حتى في عصور الجاهلية التي كانت المرأة فيها تدفن حية. عذرا فسطو التقاليد على الشرع جعلتك فريسة سهلة للعضل. عذرا لا تستطيعي إنهاء أي معاملة إلا بوجود صف لا يستهان به من الرجال شهودا ومعرفين ولا يكتفى ببطاقتك الشخصية التي لم تستفيدي منها إلا التعلم على الانتظار في الممرات وقت الحصول عليها. عذرا فحرمانك من الميراث عاده تحكمنا. عذرا فقد حرم الاختلاط في العمل والتعليم وكفر من يجيزه متناسين دور الصحابيات رضي الله عنهن في الغزوات مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما أخشى أن يقال لك لا بأس أن تتسولي عند أبواب المساجد والمولات والإشارات المرورية. إذاً لن نناديك باسمك بل نكتفي بمناداتك (يا حرمه). عذرا أيتها المعلمة لن يتم مساواتك بالمعلمين في المميزات المادية حتى لو أن العمل والجهد المبذول واحد. عذرا أيتها العاملة إن وجدت عملا فلن يراعي ظروفك الأسرية والاجتماعية وحقوقك في الإجازات وسوف يمارس ضدك كل وسائل الاضطهاد. عذرا أيتها المطلقة لن تنعمي برؤية فلذات كبدك وإن منّ الله عليك ببقائهم معك فقد تحرمي من النفقة وتجدي نفسك أسيرة للفقر والحاجة لتوفير أقل متطلبات الحياة لهم.عذرا أيتها اليتيمة المحتاجة لأنك سوف تقفي طويلا أمام الجمعيات الخيرية في ظل عدم وجود مؤسسات تهتم فيك وربما تفاجأت بعد طول صبر أن يقال لك الشروط لا تنطبق عليك. عذرا أيتها المعلقة سوف تبقين على ذمة من لا يخاف الله حتى تذهب زهرة شبابك ويقضي الله أمره دون تدخل أي جهة أو مؤسسة لاسترداد كرامتك لما تبقى في حياتك.