سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سلفاكير يدشن استفتاء الجنوب بمشاركة الملايين: نحن أمام لحظة تاريخية طال انتظارها حضور أميركي طاغٍ ومبعوث أوباما يدعو الشمال والجنوب للاعتماد على دعم واشنطن
بدأ الملايين من أبناء جنوب السودان الإدلاء بأصواتهم أمس في استفتاء طال انتظاره وتدفقوا بحماس شديد أمس على مراكز الاقتراع في جنوب السودان. وكانت مشاركتهم كثيفة جدا في اليوم الأول من الاستفتاء التاريخي الذي يعطيهم فرصة الانفصال عن الحكومة المركزية في الخرطوم. وظلت غالبية مراكز الاقتراع مفتوحة في جوبا عاصمة الجنوب رغم انقضاء الوقت المحدد للاقتراع، بسبب الطوابير الطويلة من الناخبين الذين كانوا لا يزالون ينتظرون دورهم. وأعطى رئيس حكومة الجنوب سلفا كير إشارة الانطلاق للاستفتاء عندما حرص على أن يكون في الساعة الثامنة صباحا في مركز اقتراع يقع إلى جانب ضريح الزعيم التاريخي لجنوبيي السودان جون قرنق حيث أدلى بصوته. وقال كير وهو يرفع إصبعه وعليه علامة الحبر بعد الاقتراع "إنها اللحظة التاريخية التي طالما انتظرها شعب جنوب السودان". وأضاف "أقول للدكتور جون ولكل الذين قتلوا معه إن جهودهم لم تذهب سدى". وكان قرنق وقع عام 2005 اتفاق السلام الذي فتح الباب أمام إجراء هذا الاستفتاء قبل أن يقتل في حادثة تحطم مروحية كانت تقله من أوغندا إلى جنوب السودان. وأكدت مفوضية الاستفتاء أن الاقتراع جرى بشكل طبيعي وهادىء في ولايات الجنوب السوداني كافة باستثناء إقليم مايوم في ولاية الوحدة. وقال شان ريك نائب رئيس مفوضية الاستفتاء "حصلت معارك إلا أنه تم احتواء الوضع في ولاية الوحدة" مضيفا "إنني واثق بأنه لن يكون لهذه الحوادث تأثير على العملية الانتخابية". وشوهد جنوبيون وهم يقفون في صفوف طويلة في جوبا منذ ساعات الصباح الأولى بانتظار دورهم للاقتراع. وشهدت مكاتب الاقتراع أيضا إقبالا كثيفا في مدينة بانتيوالجنوبية النفطية في ولاية الوحدة، وفي مدينة رومبيك عاصمة ولاية البحيرات ومدن أخرى. وكان الحضور الأميركي قويا في جوبا في اليوم الأول من الاستفتاء، حيث شوهد رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي السناتور جون كيري يقف إلى جانب سيلفا كير وهو يدلي بصوته. وقال الموفد الأميركي الخاص إلى السودان سكوت جريشن الذي كان حاضرا أيضا في مركز الاقتراع في جوبا "في حال أصبح الجنوب مستقلا ستكون هناك حاجة للقيام بالكثير مع ولادة دولة جديدة. بإمكان الشمال والجنوب الاعتماد على دعمنا". ومقابل الصفوف الطويلة أمام مراكز الاقتراع في الجنوب كانت المشاركة في مراكز الاقتراع الخاصة بالجنوبيين في شمال السودان ضعيفة جدا. وكان نحو 115 ألف جنوبي سجلوا أسماءهم في شمال السودان للمشاركة في الاستفتاء. واعتبر الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان الموجود في جوبا بصفة مراقب أن المشاركة الكثيفة في الاستفتاء يجب أن تدفع "الجميع إلى القبول بنتائجه". كما قال الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر الذي كان يرافق عنان "إن المعلومات التي تصلنا من الشمال كما من الجنوب تفيد بأن الوضع هادئ ومسالم" داعيا إلى احترام خيار الجنوبيين عبر هذا الاستفتاء. وفي المقابل قال مدير جامعة أعالي النيل بالخرطوم بول دينق في حديث ل"الوطن" إنه من "دعاة الوحدة ولكن إذا حدث انفصال فإنه سيغادر بالتأكيد إلى الجنوب". وذكر أن اليوم الأول شهد بداية هادئة وضعفا شديدا في الإقبال في معظم المراكز الشمالية "وهذا دلالة على عزوف الجنوبيين عن التصويت وربما ميلهم للوحدة". وأضاف "من جانبنا كأكاديميين ظللنا طيلة الفترة السابقة ندعو للوحدة مع الشمال لأن الخلافات الموجودة لا ترقى إلى فصل البلاد وحاولنا توعية المواطن البسيط ولكن صوت الحركة الشعبية كان أقوى من صوتنا ووعود الدول الأوروبية كانت تدغدغ مشاعر الناس". وذكر أن الجامعة التي يرأسها جنوبية وستنقل إلى الجنوب حال الانفصال قائلا إنه "لا يعلم بالترتيبات التي وضعت وأين مقرها وكيفية تسييرها". وشارك السودانيون الجنوبيون أيضا في الاقتراع في القاهرة ونيروبي وفي عدد آخر من الدول الغربية والأفريقية. وبلغ عدد المسجلين للمشاركة في الاستفتاء ثلاثة ملايين و930 ألفا في السودان والشتات بينهم ثلاثة ملايين و754 ألفا في الجنوب السوداني. ولا بد من مشاركة 60% على الأقل من المسجلين في الاستفتاء لكي تعتمد نتيجته. وحسب اتفاقية السلام الموقعة في 2005 فإن الفترة الممتدة بين الاستفتاء ويوليو 2011 ستكون مرحلة انتقالية تمهد للانتقال إلى الانفصال في حال جاءت نتيجة الاستفتاء في هذا الاتجاه. وتتواصل أعمال الاستفتاء طيلة أسبوع.