تحولت منحوتات حجرية كانت تزين جدران معبد عين دارة الأثري في شمال سورية إلى ركام، ولم يبق من أحد الأسود البازلتية إلا مخالبه، جراء قصف تركي يطال منطقة عفرين منذ نحو أسبوعين. منذ اندلاع النزاع عام 2011، لم تسلم المواقع الأثرية التي تعرف بها سورية وتعود إلى حقب تاريخية متنوعة، من الدمار والتخريب حيناً والنهب والسرقة حيناً آخر. على تلة جنوب شرق قرية عين دارة التي تتميز بمنازلها الحجرية، تربع معبد يحمل اسم القرية، يعود تاريخ بنائه إلى الحقبة الآرامية، ولطالما اشتهر بضمه أسوداً بازلتية ضخمة، ولوحات حجرية عليها منحوتات، وفق خبراء آثار سوريين. إلا أن هذا الموقع القريب من مدينة عفرين والبعيد نسبياً عن نقاط المعارك التي تشنها القوات التركية وحلفاؤها من الفصائل السورية المعارضة ضد المقاتلين الأكراد، تعرض الجمعة لقصف، فتناثرت حجارة من مختلف الأحجام على درج المعبد المزخرف، بالإضافة إلى حجارة بازلتية سوداء تعود إلى الحيوانات المجنحة، فيما نجا الجزء الخلفي منه، حيث لا يزال أسد ضخم في مكانه. حجارة مزخرفة قالت مسؤولة في منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو) إن «أضراراً جسيمة» لحقت بالأقسام الوسطى، وتلك الواقعة في جنوب شرق المبنى. ودانت المديرية العامة للآثار والمتاحف السورية في بيان «الهجمات التركية على المواقع الأثرية في منطقة عفرين السورية، والتي أدى آخرها إلى تدمير معبد عين دارة». ويعد المعبد «مثالاً مهماً عن العمارة الدينية الحثية السورية» وفق المسؤولة في منظمة يونيسكو التي تشير إلى غناه بحجارة مزخرفة برسوماتها وأشكالها الهندسية، كانت تشكل قاعدة لجدرانه قبل أن يدمرها القصف. وتضم عفرين والمناطق المجاورة لها العديد من المواقع الأثرية التي يخشى بعضهم أن تكون قد تضررت أيضاً جراء القصف. ويناشد «المنظمات الدولية وبينها منظمة يونيسكو ممارسة الضغط من أجل تحييد هذه الأماكن والمواقع الأثرية». وتقدم منظمة يونيسكو وفق المسؤولة فيها، إلى «تركيا وكافة الأطراف المعنية إحداثيات المواقع التراثية، بهدف تجنب الضربات الجوية عليها». وأدرجت منظمة يونيسكو عشرات القرى في هذه المنطقة على لائحة التراث العالمي المهدد بالخطر. ووفقاً لموقع المنظمة الدولية «تتميز هذه القرى التي بُنيت بين القرنين الأول والسابع بمناظر حافظت على كثير من خصائصها على مدى السنين، وتشمل معالم أثرية لعدد من المساكن والمعابد الوثنية والكنائس والأحواض والحمامات العمومية، وما إلى ذلك».