محمد الجهني «السعادة حلم، كل إنسان يسعى إلى تحقيقه لنفسه، ويبحث ويحاول أن تكون السعادة من نصيبه، ليعيش سعيدا بعيدا عن الشقاوة والقلق والاضطراب والمعاناة» بهذه العبارات قدم الدكتور تنيضب الفايدي أحدث كتبه، والذي اختار له اسم «مقومات السعادة»، كتاب جميل في عباراته وطبعته وكلماته وإخراجه، وهو حقا من مقومات السعادة، بل دليل للحصول على زخم ووصفة السعادة الحقيقية لمن يبحث عنها، فالكل يتمنى أن يكون سعيدا في كل حياته، لأنها حلم وهدف ومطلب يسعى الجميع للبحث عنه وتحقيقه. السعادة ضد الشقاوة، وتدل على الخير والسرور، والسعادة هي كذلك التوفيق الإلهي للإنسان في نيل الخير، وهي القناعة بحالة الإنسان الموافقة لإرادته وآماله المنبعثة في حدود الفضيلة، وهي شعور داخلي بالإحساس الدائم بسكينة النفس وطمأنينة القلب وانشراح الصدر وراحة الضمير. وللسعادة عدة تعريفات ومفاهيم وأنواع تختلف باختلاف أحوال الناس ومطالبهم وأهدافهم. فالرضا والفرح والسرور وقرة العين واللذة والبهجة والهناء والبشرى والرَوح والطمأنينة والسكينة والانشراح والحياة الطيبة والأمن من الخوف، كلمات وردت في القران الكريم وهي تقرب المعنى الحقيقي للسعادة، وتصل إلى النفس السعيدة المطمئنة. ومن أسباب السعادة الصبر عامةً والثبات على أداء العبادات وعلى مكاره الدنيا وملذاتها، والتصبر على المعاصي وعلى الأذى والمصائب وعلى مشتهَيات النفس والهوى، واليقين بحسن الجزاء عند الله، وكذلك الصبر على ما فات، ومنها كذلك طرد الحسد من نفسك، والنظر إلى ما عندك وألا تنظر إلى ما عند غيرك، وعدم الالتفات لصغائر الأمور والسلبيات، والانشغال بالنفس عما يقول عنك الناس. لا تقلق تجاه أفعال الآخرين وثق بنفسك، كن قنوعا ولا تيأس، وسامح ولا تنهزم في الأزمات، وعش ساعتك التي أنت فيها، وجدد ذهنك يوميا، وكن إيجابيا دائما، وحدد أهدافك الأساسية في الحياة، وكن معتدلا في كل شيء، واحذر التفكير السلبي في كافة الأمور، وتجنب الرثاء والشكوى عن حالك. هذه وغيرها قراءات باختصار في كتاب مقومات السعادة، الكتاب الذي أعجبني وارتفع بتفكيري إلى درجات عليا في البحث واليقين بمقومات السعادة الحقة، من أجل ذلك كتبت ما كتبت من أجل أن تكون السعادة شاملة للكل.