لُبِس البشت الحساوي والعباءة الحساوية في الجزيرة العربية مُنذ القدم، حيث يعتبر البشت والغترة مع العقال رمز اللباس العربي للرجل، والعباءة النسائية رمز لباس المرأة العربية في الجزيرة العربية، حيث فُتن به بعض الرحالة والمستشرقين وداوموا على لبسه أثناء مكوثهم في الجزيرة العربية كما تظهر الصور، أمثال عبدالله فليبي وديكسون وألويس موزيل وهول فان وبول هاريسون وستانلي ميلدي مع زوجها وإيرل أثرون زوج الأميرة أليس حفيدة الملكة فيكتوريا ملكة بريطانيا، اللذين زارا الأحساء عام 1938، وفُتنت هي الأخرى بلبس العباءة الأحسائية النسائية التي تسمى الجناع أو المِدْخَل، وهي عادة تكون من نسيج صوف ثقيل تُحاك وتُخاط بالزري في الأحساء لتبدو كالبشت، تلبسها فوق رأسها، ودرجت بين نساء طبقة اجتماعيه معينة، ويكون ذيلها طويلا لتخفي الأثر من خلفها حتى لا يتبعها الرجال إلى منزلها، وخلال إقامة أطباء الإرسالية الأميركية في مستشفى مؤقت في الهفوف، والقادمين من البحرين في الخمسينات من القرن العشرين، شجب الطبيب ستورم العباءة النسائية كما نقلت ممرضته في مذكراتها،«مذكرات شريفة الأميركانية» (كان الدكتور ستورم يطلق على النسوة الشرقيات لقب «كانِسات الشوارع» لأن عباءاتهن السوداء الطويلة كانت تزحف على الأرض خلفهن لمسافة قدمين أو ثلاثة، كن إذا ما قدمن للعيادة يجررن وراءهن الأتربة والقش حتى العيادة، ويثرن الأغبرة في العيادة، ابتداء من منضدة الاستقبال وحتى غرفة إعطاء الحقن وغرفة العلاج). ومن أنواع المِدْخَل ما يُسمى «جُوخه» حيث تلبسها العروس ميسورة الحال بالأحساء في ليلة زفافها وهي عالية الثمن، حيث يُكتب على خلف رأسها عبارة «ملبوس العافية»، ويرسم بالزري من أعلى الظهر إلى أسفله أدوات الضيافة العربية في المجالس الأحسائية، حيث يظهر مرشيّ ماء ورد على جانبي الظهر في الأعلى، ودلتا قهوة على جانبي ظهر العباءة من الأسفل كرمز للكرم والضيافة، وتكلل تلك الرسومات بملابس طبخ من الزري على جانبي العباءة تحت كل يد، دلالة على جاهزية العروس كربة بيت. كما درجت أنواع أخرى من العباءة النسائية في الأحساء وتسمى السويعية اعتاد لبسها نساء من طبقة اجتماعية أخرى، وتكون حياكة قماشة أخف من الجناع وأقصر بحيث لا تسحب الأتربة من ورائها لتعف أثرها، ولا تطرز بالزري المذهب بل مكسر من البرسيم (الحرير). كانت العباءة النسائية المطرزة بالزري المذهب في الأحساء تختلف عنها في باقي دول الخليج في تسميتها ونوع تطريزها حسب ذائقة وطلب البلد الذي أعتاد أيضاً الحرفي الأحسائي على خياطتها في تلك البلدان كالبحرين، والتي يطلق عليها أيضاً بالجناع، كما أشار إلى ذلك الشاعر الكبير محمد بن لعبون في قصيدته الشهيرة لصاحبه علي من أهل البحرين: يا علي صحت بالصوت الرفيع يا مره لا تذبين الجناع ويطلق عليها في الكويت عباءة الماهود وكانت تلبسها العروس قديماً ليلة زفافها، وفي الإمارات يطلق على العباءة النسائية المطرزة بالزري السويعية ومنها أم خدود (كَرْمَكْ بِشت زري) وأمّ المَكاسِر (مَكْسَر زري)، والعباءة المفصصة ذات مكسر يفصص بزري أبيض وأصفر على نسيج حرير، وهي أحدثها، حيث ظهرت في السبعينات الميلادية، وذهب البعض على تسميتها بالسويعية لأن لبسها يكون لساعات محددة وفِي مناسبات محددة كالعروس ليلة زفافها.