تجمع آلاف المتظاهرين، أمس، في العاصمة الجزائرية، ليوم الجمعة الثالث على التوالي، رافعين شعارات رافضة لترشح عبدالعزيز بوتفليقة لولاية رئاسية خامسة، فيما أوقفت السلطات الجزائرية خدمات القطارات والمترو في العاصمة تحسبا لتوسع الاحتجاجات. جاء ذلك غداة تحذير الرئيس بوتفليقة الذي يعالج حاليا في جنيف، من «فوضى» و»فتنة»، ما يؤشر إلى رفضه التراجع عن ترشيحه. ووسط إجراءات أمنية مشددة، بدأت التجمعات التي تضم رجالا ونساء يرفعون أعلاما جزائرية أو يلتحفون بها في ساحة البريد في وسط العاصمة، فيما توقع محللون أن تزداد مشاركة النساء بالمظاهرات في اليوم العالمي للمرأة. وشهدت ساحة البريد المركزي والشوارع القريبة توافد آلاف المحتجين، وعززت قوات الشرطة ومكافحة الشغب وجودها في ساحة البريد المركزي والطرق المؤدية إليها. وتمركزت عربات مكافحة الشغب بينها واحدة مزودة بمرش ماء لتفريق التجمعات، قرب الأماكن المعهودة لتجمع المتظاهرين، في حين حلقت مروحية للأمن في سماء العاصمة. الطابع السلمي وانتشر على شبكات التواصل الاجتماعي هاشتاغ «حراك_8_مارس» في الأيام الأخيرة الداعي إلى تعبئة كبيرة في كل المناطق الجزائرية، كما انتشرت عبر الإنترنت «التوصيات ال18 لمتظاهري الثامن من مارس» التي تؤكد على الطابع السلمي للتظاهر وتدعو المحتجين إلى جعل يوم الجمعة «يوم احتفال» والتزود «بالمحبة والإيمان والأعلام الجزائرية والورود». وبين هذه الوصايا التي وضعها الشاعر والكاتب لزهاري لبتر «سلميا وبهدوء سأسير» و»لن أرد على أي استفزاز» و»سأعزل المخربين وأسلمهم للشرطة» و»لن أرمي حجارة واحدة ولن أكسر زجاجا واحدا» و»بعد المسيرة سأنظف» الشوارع». كما تمّ عبر شبكات التواصل الاجتماعي تنظيم مجموعات «الشارات الخضراء» المؤلفة من متطوعين يتولون على الأرض توجيه المحتجين وتأطيرهم لتجنّب كل تدافع وتقديم الإسعافات الأولية، خصوصا في حالة إطلاق غاز مسيل للدموع، ثم تنظيف الشوارع بعد التظاهرات. تحذير المعارضة وكان أكبر لقاء للمعارضة الجزائرية قد عقد أول من أمس، وشارك به ممثلون ل15 حزبا سياسيا، إضافة إلى 35 شخصية وطنية و4 تمثيلات نقابية. وحذرت قوى المعارضة من مغبة إجراء الانتخابات الرئاسية المقررة في أبريل المقبل، معتبرة أنها «تمثل خطرا في ظل الظروف الحالية»، في دعوة ضمنية إلى تأجيلها، كما نددت فيه ب»تجاهل السلطة لمطالب الشعب الجزائري». وانضم محامون وأطباء إلى الاحتجاجات، مطالبين بمعرفة من الذي وقع على شهادة طبية للرئيس البالغ من العمر 82 عاما في المستشفى معلنا عن استعداده للترشح لولايته الخامسة.