ألقى اتساع الخلاف بين القائمة العراقية وائتلاف دولة القانون بظلاله على مسار مفاوضات تشكيل الحكومة، حيث تصر "العراقية" بزعامة إياد علاوي على حقها في تشكيلها، فيما يتمسك "دولة القانون" بولاية ثانية لزعيمه نوري المالكي. وقال عضو القائمة العراقية عبد الكريم السامرائي ل "الوطن"إن "رئاسة الوزراء وتشكيل الحكومة من حق القائمة العراقية، والقوى السياسية المنضوية في القائمة أجمعت على ترشيح زعيمها علاوي لرئاسة الحكومة المقبلة، وهي بصدد عقد تحالفات مع كتل سياسية مهمة قبل انعقاد الجلسة الأولى للبرلمان الجديد". إلا أن عضوا آخر في القائمة أكد الحاجة لدور المراجع الدينية لتشكيل الحكومة، نظرا لتقاطع مواقف الأطراف السياسية العراقية بخصوص ذلك. وقال فتاح الشيخ ل "الوطن"إنه "طيلة السنوات الماضية اعتادت الأطراف السياسية العراقية على اللجوء للمرجعية الدينية في النجف لحسم العديد من القضايا موضع الخلاف. وأعتقد أن الكتل النيابية ستكون في أمس الحاجة لرجال الدين لتسمية رئيس الوزراء". ومنذ إعلان النتائج الأولية للانتخابات استقبلت المرجعية الدينية في النجف العديد من القادة السياسيين لطرح مواقفهم بخصوص تشكيل الحكومة. إلى ذلك، اتفق ائتلافا "دولة القانون" و"الوطني العراقي" على تشكيل تحالف لتحقيق أغلبية برلمانية يترأسه زعيم تيار الإصلاح الوطني إبراهيم الجعفري تمهيدا لتسمية المرشح لمنصب رئيس الوزراء. واعتبر محللون أن الجعفري قد يكون مرشح تسوية لمنصب رئيس الوزراء في حال تمسك "العراقية" و"دولة القانون" بمرشحها لهذا المنصب. في غضون ذلك، أعلن المالكي أمس أن غالبية معسكرات الجيش العراقي في بغداد ستتحول خلال الفترة المقبلة إلى مجمعات سكنية ومشاريع استثمارية ترفيهية، داعيا الشركات الاستثمارية العالمية إلى الدخول إلى جميع القطاعات الاقتصادية في البلد. وقال في حفل وضع حجر الأساس لمجمع بوابة بغداد السكني، الذي سيتم إنشاؤه على أرض مطار المثنى العسكري في وسط العاصمة العراقية، "هناك خطة لتحويل جميع معسكرات الجيش العراقي في العاصمة إلى مجمعات سكنية وأماكن ترفيهية ومشاريع استثمارية. وبغداد ستتحول من معسكر كبير إلى ورشة عمل كبيرة لمشاريع الإعمار والتنمية". من جهة أخرى، تعرض رتل عسكري أمريكي لانفجار عبوة ناسفة استهدفته شمال مدينة الكوت (180 كلم جنوب شرق بغداد). وأوضح مصدر أمني، أن "القوات الأمريكية باشرت بإطلاق النار بصورة عشوائية وفرضت طوقا أمنيا حول مكان الانفجار، في وقت سارعت فيه الشرطة العراقية لمساندتها". وفي سياق متصل، عثرت الشرطة العراقية أمس على سيارة مفخخة محملة بنحو 90 كجم من المواد المتفجرة جاهزة للتفجير في منطقة الرطبة قرب الحدود العراقية الأردنية. وأوضح مصدر أمني أن السيارة كانت ستستخدم في هجوم انتحاري على أحد المقرات الأمنية في الرطبة.